مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الهمزة مع السين

          الهمزَة مع السِّين
          80- [جاء في الحديثِ قول هِرَقل: «يأتَسِي بقَولٍ قِيلَ قَبلَه» [خ¦7]؛ أي: يَقتَدِي به من الإِسْوة والأُسْوة.
          وفيه ذكر: «الإسْتَبْرَق، وهو ما غلُظَ مِن الدِّيباجِ» [خ¦6081] وهو اسمٌ أعجَمِيٌّ عرَّبته العربُ، وقال الدَّاوديُّ: هو رَقِيق الدِّيباج، والأوَّل هو المَعروفُ في اللُّغةِ وفي التَّفسيرِ.
          81- وفي حَديثِ الكَعبةِ: «حين ابتدَى أُسُّ» الأُسُّ أصلُ تَأسيسِ البِناءِ، بضَمِّ الكُلِّ، وقيل: بفتح السِّين أيضاً، وجمعُه آساس بالمَدِّ، وقد جاء في هذا الحَديثِ أيضاً، وأمَّا الأَسَاس والإِسَاس فواحدٌ مَقصُورٌ ومَفتُوحٌ ومَكسُور.
          82- قوله: «أَسِدَ» [خ¦5189]؛ أي: صار كالأسَدِ.
          قوله: «إذا أُسِّد الأمرُ إلى غَيرِ أَهلِه»؛ أي: أُسنِد إليهم وقُلِّدُوه، وأكثرُ الرِّواة يقولون: «وُسِّدَ». [خ¦59] وعند القابِسيِّ: «أُوسِدَ»، قال: وفيه إشكالٌ بين: «وُسِّد» أو «أُسِّد»، وهما بمعنًى، إلَّا أنَّ الذي أحفَظُ: «وُسِّد»، قلت(1) : هما بمعنًى من الوِسَاد، يقال: وِساد وإِساد.
          83- وفي الحَديثِ: «بأَسْرِهم» [خ¦6830] بفَتحِ الهَمزةِ لا غير؛ أي: بجَمعِهم، وأصلُه من الضَّمِّ والشَّدِّ، ومنه: «أسرتُ القَتَبَ»(2) إذا شدَّدَ به، ومنه: الأسِيرُ.
          84- قوله: «أَمْثال الأُسطُوَانِ» بضَمِّ الهَمزةِ والطَّاءِ؛ أي: السَّوارِي، الواحدُة أُسطُوانة، ومنه: «الصَّلاة إلى الأُسطُوَانَةِ» [خ¦8/95-813]، و«بين الأسَاطِينِ».
          وقال الدَّاوديُّ: الأُسطُوانُ الصَّف الَّذي فيه السَّوارِي، وبه فسَّر قولَه: «بينَ الأُسطُوَانتَينِ» [خ¦468] ليس بين السَّوارِي، حكَى ابنُ دُرَيدٍ: السَّطنُ الطُّول، ومنه اشتق الجمل الأسطوان، ومنه المُرتفعُ الطَّويلُ العُنُق، قال: ومنه اشتقت الأسطوانة يعني السَّارِية، وقال الخليلُ: الأسطوان: الرَّجل الطَّويلُ الرِّجلَين والظَّهر.
          85- وفي الحَديثِ: «أُسْكُفَّةُ البَابِ» [خ¦4793] وهي عتَبتُه السُّفلى، ويقال أيضاً: أُسْكُوفَة.
          86- وقول عائشةَ ♦ في صِفَة أبيها: «إنَّ أبا بَكرٍ أَسِيفٌ» [خ¦664]؛ أي: كَثِيرُ الحزنِ والبُكاءُ يسرع إليه، ومنه الأُسُوفُ لُغَة فيه، كما يقال: أثيم وأُثوم، والأَسَفُ الحزنُ، ومنه قول يَعقُوبَ: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} [يوسف:84]، وقول عمرَ بنِ الحَكمِ: «فأسفت عليها» .
          وقولُ النبيِّ صلعم: «وآسَفُ كما يأسَفُونَ»؛ أي: أغضَبُ كما يَغضَبون، ومنه: {غَضْبَانَ أَسِفًا} [الأعراف:150]، ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا}[الزخرف:55].
          وقوله: «فلَقِيَ عليها أَسَفاً» هذا من الحُزنِ؛ أي: لقي عليها حُزناً شَدِيداً، وفي الحَديثِ: «أفتَأْسَفُ على ما أعارَك الله ثمَّ أخذَه مِنك»؛ أي: تحزَنُ]
.


[1] القائل هو عياض في «المشارق».
[2] القتب: حمائل الجمل.