مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الهمزة مع الجيم

          الهَمزَة مع الجيمِ
          16- قوله: «نارٌ تَأَجَّجُ»؛ أي: تشتَعِل، أجَّت النَّار أجيجاً اتَّقدت فسُمع لها صوتٌ.
          17- قوله: «اللهُمَّ آجِرْنِي» بالمدِّ وكسرِ الجيمِ، وبالقَصرِ أيضاً وتَسهيلِ الهَمزةِ أو تَسكِينِها مع ضمِّ الجيمِ، يقال: أجرَه الله بالقَصرِ يأجُره ويأجِره، وآجرَه بالمدِّ، وأنكَر الأصمعيُّ المدَّ، ومثلُه مِن إجارَة الأجِيرِ، فأمَّا قوله لأمِّ هانئٍ ♦: «قد أجَرْنا مَن أجَرتِ» [خ¦357]، و«أَجَرْنا / أبا بَكرٍ» [خ¦3905] فليسَ من هذا، بل من الجِوار، يقال منه: أجارَه يُجِيره جُواراً وجِواراً وإجارةً.
          18- قوله: «أنْ تَقتُلَ وَلدَكَ أَجْلَ أنْ يأكُلَ معَكَ». [خ¦6811]
          وكذا في «بابِ النَّهي عن المُناجَاتِ»: «أَجْلَ أنْ يُحزِنَه» [خ¦6290]، وكلُّه بمعنَى من أجل ذلك؛ أي: من سبَبِه، وقد يقال في هذا: «إِجْل» و«من إِجْل»، وهي لغةٌ أُخرَى، وأمَّا «أَجَلْ» [خ¦5228] بمعنَى نعَم فبِفَتح الهَمزةِ والجيمِ وتخفِيفِ اللَّامِ مع السُّكون، وهي كَلِمة مَبنِيَّة على الوَقفِ، وكذلك الأجَل الذي هو مُنتهَى المُدَّة.
          وقوله في السَّلام على القُبورِ: «أَتَاكُم ما تُوعَدُونَ غداً مُؤَجَّلُونَ» هو من الأجلِ الذي هو الغَايةُ.
          وقوله في رُوحِ المُؤمِن والكافِر: «انطَلِقُوا بهما إلى آخِرِ الأَجَلِ»؛ أي: إلى مُنتَهى مُستَقرِّ أرواحِهِما للمُؤمن سِدرةُ المُنتهَى وللكافرِ سِجِّين، جعَل المُنتَهى لعلُوِّ هذا ونزُولِ الآخَر كغايةِ الأجَل للآجلِ على ما جاء في الأخبارِ الأُخر، ومَفهُومِ كتابِ الله ╡.
          19- قوله: «أُجُمِ حَسَّانَ» بضمِّ الهَمزةِ، وهو الحِصنُ، وجمعُه آجامٌ وإِجامٌ أيضاً.
          20- قوله: «وكان بُطْحانُ يَجرِي نَجْلاً يعني: ماءً أَجِناً» [خ¦1889] الماءُ الآجنُ هو المُتغيِّر الرِّيح، يقال: أَجِن الماء وأَجَن كذا جاء في البُخاريِّ في تَفسيرِ الحديثِ، وهو غير صَحيحٍ(1)، والنَّجلُ الماءُ النَّابعُ الجاري قليلاً، [وسنَذكُره في بابِ النُّونِ] .


[1] تعقَّبه الحافظ ابن حجر في «الفتح: 4/101» بأنَّه صحيح، قال: فإنَّ عائشةَ قالت ذلك في مقام التَّعليل؛ لكون المدينة كانت وبيئة، ولا شك أنَّ النَّجل إذا فسر بكونه الماء الحاصل من النـــزِّ فهو بصدد أن يتغيَّر، وإذا تغيَّر كان استعماله ممَّا يحدث الوباء في العادة.