-
المقدمة
-
حرف الهمزة
-
الهمزة المنفردة
-
الهمزة مع الباء
-
الهمزة مع التاء
-
الهمزة مع الثاء
-
الهمزة مع الجيم
-
الهمزة مع الحاء
-
الهمزة مع الخاء
-
الهمزة مع الدال
-
الهمزة مع الذال
-
الهمزة مع الراء
-
الهمزة مع الزاي
-
الهمزة مع الطاء
-
الهمزة مع الكاف
-
الهمزة مع اللام
-
الهمزة مع الميم
-
الهمزة مع النون
-
الهمزة مع الصاد
-
الهمزة مع الضاد
-
الهمزة مع الفاء
-
الهمزة مع القاف
-
الهمزة مع السين
-
الهمزة مع الشين
-
الهمزة مع الهاء
-
الهمزة مع الواو
-
الهمزة مع الياء
-
الهمزة المنفردة
-
حرف الباء
-
حرف التاء
-
حرف الثاء المثلثة
-
حرف الجيم
-
حرف الحاء
-
حرف الخاء
-
حرف الدال
-
حرف الذال
-
حرف الراء
-
حرف الزاي
-
حرف الطاء
-
حرف الظاء
-
حرف الكاف
-
حرف اللام
-
حرف الميم
-
حرف النون
-
حرف الصاد
-
حرف الضاد
-
حرف العين
-
حرف الغين
-
حرف الفاء
-
حرف القاف
-
حرف السين
-
حرف الشين
-
حرف الهاء
-
حرف الواو
-
حرف الياء
-
أبواب جامعة
الهَمزَة مع الخاءِ
22- قوله صلعم: «تأخُذُ أُمَّتي بإِخَذِ القُرُونِ قبلَهَا» [خ¦7319]، كذا ضبَطَه بعضُهم، جمعُ إخْذَةٍ، مثل كِسْرةٍ وكِسَر، وكذا ذكَره ثعلَبٌ، ومعناه الطُّرقُ والأخلاقُ، يقال: ما أخَذ إِخذَه بالكَسرِ؛ أي: ما قصَد قَصدَه، وإِخذُ القومِ: طريقُهم وسبيلُهم، وقال غيرُه: يقال: جاء بنو فُلانٍ ومن أخذ إِخذهُم وأَخذهُم وأُخذهُم، وقد ضبَطَه أكثرُ الرُّواة بفتح الهَمزةِ وسُكونِ الخاء؛ أي: يَسلُكون سَبِيل القَومِ المُتقدِّمين، ويَفعَلون أفعالهم، ويتَناوَلون من الدُّنيا مثل ما تناوَلُوه، وهذا كقَولِه: «لتَسْلُكُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكم». [خ¦3456]
وفي حديثٍ آخر في أهلِ الجنَّة: «وأَخذُوا أخَذَاتِهم»؛ أي: سلَكوا طرُقهم إلى دَرجاتِهم وحلُّوا محالَّهُم، [وقد يكون معناه: حصَّلوا كرامةَ ربِّهم، وحازُوا ما أُعطُوا منها].
وقوله: «يُؤَخَّذُ عن امرَأَتِه» [خ¦76/49-8583]؛ أي: يُحبَس عنها فلا يَقدِر على جِماعِها، والأُخذَة رُقيَة السَّاحر، وأصلُه من الرَّبطِ والشَّدِّ، ومنه سُمِّي الأسيرُ أخِيذاً، [ومنه قوله تعالى: {فَخُذُوهُمْ} [النساء:89]؛ أي: أسُرُوهم].
23- وقولُ ماعزٍ: «إنَّ الأَخِرَ زَنَا» هي قَصِيرة الألفِ، وبعضُ المَشايخِ يمدُّ الألِفَ، وكذا رُوِي عن الأصيليِّ في «المُوطَّأ»، وهو خطأٌ، وكذلك مَن فتَح الخاء، ومعنى «الأخر»بالقَصرِ الأبعَدُ على الذَّمِّ، ويقال: الأرذَلُ الخَسِيسُ.
ومثله في الحديثِ: «المَسْألةَ...أَخِرُ كَسبِ المَرءِ» مَقصُور أيضاً؛ أي: أرذَلُه وأدنَاه، وإنْ كان الخَطَّابيُّ قد رواه بالمدِّ وحمَلَه على ظاهِرِه، وأنَّ معناه ما دُمتُم تقدِرُون على مَعِيشَته من غير السُّؤال فلا تَسألُوا، وإنَّما المَسألَة آخر شيءٍ يكتَسِب به الإنسانُ حين لا يجِدُ سواها، والثَّاني على طريقِ الخبَر: أنَّ مَن سأَل اعتاد السُّؤال فلم يشتَغِل بغَيرِه، فتكون المَسأَلةُ مُعتَمدَه بقيَّة عُمرِه، [وقيل: الأَخِير بالياء هو الأبعَدُ، والأَخِرُ بالقَصرِ من غَيرِ ياءٍ هو الغائِبُ].
وفي «تفسير ابن مُزَينٍ(1)»: الأخِرُ بالقَصرِ اللَّئِيمُ، وقيل: هو البائسُ الشَّقيُّ، [وأمَّا الآخِرُ بالمدِّ فهو ضدُّ الأوَّلِ، وكذلك الأخيرُ ضدُّ المُتقدِّمِ، وكذلك الآخَرُ بفَتحِ الخاءِ والمدِّ هو غير المَذكُور قبلَه، ومنه: «وأمَرَ أُنَيساً أن يأتِيَ امرَأَةَ الآخَرِ» [خ¦6633] بالمدِّ والفَتحِ، يعني امرَأة الرَّجل الآخر الذي خاصمه، وروَاه هنا ابنُ وضَّاحٍ: «الأَخِير»].
وفي حديثِ الصَّلاةِ على ابنِ أُبَيٍّ: «أخِّرْ عنِّي يا عمرُ» [خ¦1366]؛ أي: أخِّر عنِّي رأيَك [وقولَك أو نَفسَك]، فاختَصَر إيجازاً وبلاغَةً.
وفي حديثِ الإسراءِ في ذِكرِ البيتِ المَعمُور: «إذا خرَجُوا مِنهُ / لم يعُودُوا إليه آخِرُ(2) ما علَيهم» [خ¦3207]، كذا رَوَيته برَفعِ الرَّاء وفَتحِها، ومعناه: أنَّه آخِر دخُولِهم إيَّاه كأنَّه قال ذلك آخر ما عليهم أن يدخُلُوه، يقال: لقيته آخريَّاً وبآخرةٍ، وبأخرةٍ بالفتحِ والكسرِ معاً، والضَّمُّ في الرَّاء(3) أوجَه، والفَتحُ فيها على الظَّرفِ.
[ومعنى «ما علَيهِم»؛ أي: من دخُولِه].
وفي الحديثِ: «آخِرةُ الرَّحْلِ» [خ¦5967] ممدُود، وهو عُودٌ في مُؤخَّرِه، [وهو ضِدُّ قادِمَته].
وفي بعضِ الحَديثِ: «مُؤْخِرةُ الرَّحْلِ» [خ¦507] بكَسرِ الخاءِ وسُكونِ الهَمزةِ، وبالوَجهَين ذكَره أبو عُبيدٍ، وضبَطَه الأصيليُّ بخَطِّه مرَّة في البُخاريِّ: «مَوْخِرة الرَّحل» بفتحِ الميمِ وسُكونِ الواوِ وكَسرِ الخاء.
ورواه بعضُهم: «مُؤَخِّرة»، وأنكَره ابنُ قُتيبَةَ، وقال ثابتٌ: مُؤخِرَة الرَّحل ومُقدِمته، ويجوز قادِمَته وآخِرَته، وقال ابنُ مَكِّي: لا يُقال: مُقدِم ولا مُؤخِر بالكَسرِ إلَّا في العَينِ، وأمَّا في غَيرِها فبالفَتحِ لا غير.
وقوله: «أنتَ المُقدِّم وأنتَ المُؤخِّرُ» [خ¦1120]؛ أي: أنت مُنزلُ الأشياء مَنازلَها، تُقدِّم [مَن شِئتَ من مخلُوقاتِك وتُؤخِّر، وتُقدِّم]من شِئت من عبادِك بتَوفِيقِك، وتُؤخِّر من شِئتَ بخِذلَانِه.
24- قوله صلعم: «شَيَّبتْنِي هُودٌ وأخَوَاتُها» جاء مُفسَّراً في حديثٍ آخَر: «هُودٌ، والواقِعةُ، والمُرسلاتُ، وعمَّ يتساءلون، وإذا الشَّمس كوِّرت» سمَّاها أخَواتٍ؛ لشَبهِها في الإنذارِ، وقيل: لأنَّهن مَكِّيَّات، فمكَّةُ كالمِيلادِ للإخوةِ، وقيل: الذي شيَّبَهُ منها ما فيها من ذِكْر أهوال يومِ القيامةِ، وقيل: بل شيَّبَه قوله تعالى في هود: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود:112]، والأوَّلُ أظهَرُ.
وقوله في حديثِ ابنِ عمرَ ☻: «يتَأَخَّى مُناخَ رَسولِ الله صلعم»؛ أي: يتحرَّى ويقصِد، ويقال: «يتَوَخَّى» [خ¦1535] بالواوِ أيضاً.
[1] أبو زكريا يحيى بنُ إبراهيمَ بنِ مُزينٍ القُرطبيُّ، عالم بلُغةِ الحديثِ ورجاله، له «تفسير الموطأ»، توفي سنة 259هـ.
[2] ضبطت في الأصول بضبطين المثبت و: آخِـرَ.
[3] في (س) و(ج): (الرِّواية)، وكلاهما صحيح.