غاية التوضيح

حديث: خلق الله آدم وطوله ستون ذراعًا

          3326- قوله: (خَلَقَ اللهُ آدَمَ وَطُولُهُ) قال في «القسطلانيِّ»: هنا خلق الله آدم على صورته، والضَّمير لآدم؛ أي: إنَّ الله أوجده على الهيئة الَّتي خلقه عليها، لم ينتقل في النِّساء أحوالًا ولا يرد في الازدحام أطوارًا بل خلقه كاملًا سويًّا، وعورض هذا التَّفسير بقوله في حديثٍ آخر: «خُلِقَ آدم على صورة الرَّحمن» فهي إضافة تكريمٍ وتشريفٍ لأنَّ الله تعالى خلقه في صورةٍ لم يشاكلها شيءٌ من الصُّور في الجمال والكمال.
          قوله: (سِتُّونَ ذِرَاعًا) في «القسطلانيِّ»: بقدر ذراع نفسه أو بقدر الذِّراع المتعارف يومئذٍ عند المخاطبين، وفي «الزَّركشيِّ»: إنَّ ذراع كلِّ واحدٍ مثل ربعه ولو كان بذراع نفسه لكانت يده قصيرةٌ في جنب طول جسمه كالإصبع والظُّفر، وفي «القسطلانيِّ»: وعن أبي هريرة مرفوعًا: «سبعة أذرعٍ عرضًا»، وفي «كتاب مسير العوام»: إنَّ آدم ◙ كان أمرد وإنَّما نبت اللِّحية لولده بعده، واختُلِف هل وُلِد لآدم في الجنَّة أم لا؟ فقيل: لا، وقيل: ولد قابيل وأخته، وذكروا أنَّه كان يولد له في كلِّ بطنٍ ذكرٌ وأنثى أوَّلهم قابيل وأخته، وآخرهم عبد الغيث وأخته أمُّ الغيث، وقيل: لم يمت حتَّى رأى من ذرِّيَّته من ولده أربع مئة ألف نسمة، والله تعالى أعلم.