غاية التوضيح

{وإلى مدين أخاهم شعيبًا}

          ░34▒ (باب قول اللهِ ╡: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} الآية [الأعراف:85]) {مَدْين} اسم قبيلة هم أولاد مدين بن إبراهيم الخليل ◙، وقيل: مدين بلد على بحر قلزم، فالمعنى إلى أهل مدين.
          قوله: (ظِهْرِيًّا) منسوب إلى الظَّهر والكسر من تغيرات النسب، والضَّمير في {وَاتَّخَذْتُمُوهُ} [هود:92] يعود على الله؛ أي: اتَّخذتم أمره ظهريًّا؛ أي: متروكًا منبوذًا وراء الظَّهر.
          قوله: (تَسْتَظْهِرُ بِهِ) أي: تتقوَّى به.
          قوله: {فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [المائدة:68] وليس هذا في قصَّة شعيب إنَّما ذكره مناسبة قوله تعالى: {فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ} [الأعراف:93]
          قوله: {لَيْكَةُ} بفتح اللَّام هي الأيكة وقرئ بهما في قوله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحابُ الأَيْكَةِ} [الشُّعراء:176] والغيضة هي الشَّجر الملتفُّ، وكان أصحاب الأيكة أصحاب شجر ملتفة وهي المقل؛ كذا في «المقاصد».
          قوله: (الظُّلَّة) روي أنَّهم أخذهم حرٌّ شديدٌ فكانوا يدخلون الأسرب فوجدوها أشدَّ حرًّا فخرجوا فأظلَّتهم سحابةٌ هي الظُّلَّة، فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارًا فاحترقوا؛ كذا في «القسطلانيِّ».