غاية التوضيح

باب قصة يأجوج ومأجوج

          ░7▒ (بابُ قَولِ اللهِ ╡: {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ} الآية [الكهف:83]) سُمِّي به لأنَّه طاف قرني الدُّنيا؛ أي: شرقها وغربها، وقيل: كان على رأسه ما يشبه القرنين، وهو إسكندر الأوَّل قد طاف بالبيت مع الخليل وكان وزيره الخضر، وأمَّا إسكندر الثَّاني فهو اليونانيُّ من الرُّوم وزيره أرسطا طاليس؛ كذا في «القسطلانيِّ».
          قوله: (اسْطَاعَ) أصله استفعل فحذف التَّاء منه ولذلك يفتح حرف المضارعة من (يستطيع) إذ لو كان أفعل من الإطاعة، وزيد فيه السِّين لكان مضارعه (يستطيع) بضمِّ حرف المضارعة، وقال بعضهم: (استطاع) بفتح الهمزة و(يُستطيع) بضمِّ الياء؛ كذا في «الكرمانيِّ».
          قوله: {دَكًّا} [الكهف:98] أي: ألزقه بالأرض.
          قوله: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} [الأنبياء:96] في «القسطلانيِّ»: قبيلان من ولد يافث بن نوح، وقيل: يأجوج من التُّرك ومأجوج من الحيل، وعن قتادة: إنَّ يأجوج ومأجوج اثنان وعشرون قبيلة بنى ذو القرنين السَّدَّ على إحدى وعشرين قبيلة وبقيت واحدةٌ وهم التُّرك لأنَّهم تركوا خارجين، وعن حذيفة مرفوعًا: «إنَّ يأجوج أمَّةٌ من كلِّ أمَّةٍ مئةٌ وأربع مئة آلاف، لا يموت الرَّجل منهم حتَّى ينظر إلى ألف ذكرٍ من صلبه كلُّهم قد حمل السِّلاح، قال: وهم ثلاثة أصنافٍ صنفٌ طولهم عشرون ومئة ذراعٍ وهم لا يقوم لهم جبلٌ ولا حديدٌ، وصنفٌ منهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى لا يمرُّون بفيل ولا وحشٍ ولا خنزيرٍ إلَّا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه»، وعن عليٍّ ☺: منهم من طوله شبرٌ، ومنهم من طوله شبرٌ، ومنهم المفرط في الطُّول، ولابن عبد البرِّ: مقدار الرُّبع العامر من الدُّنيا لمئةٍ وعشرون سنة، وإن تسعين ليأجوج ومأجوج وهم أربعون أمَّةً مختلفون الخلق في كلِّ أمَّةٍ ملكٌ ولغةٌ، ومنهم من لا يتكلَّم، وذكر الباقي عن عبد الله بن ثابت أنَّ الأرض خمس مئة عام منها ثلاث مئة بحر ومئة وتسعون ليأجوج، وسبعٌ للحبشة، وثلاثٌ لسائر النَّاس، وقال كعب الأحبار: إنَّ آدم ◙ احتلم ذات يومٍ وامتزجت نطفته بالتُّراب فخلق الله تعالى من ذلك الماء يأجوج ومأجوج، {مِن كُلِّ حَدَبٍ} [الأنبياء:96] أي: نشزٍ ومرتفع من الأرض، و{يَنْسِلُونَ} [الأنبياء:96] أي: يسرعون.
          قوله: (المُحَبَّرِ) بضمِّ الميم وفتح المهملة والموحَّدة المشدَّدة؛ أي: خطٌّ أبيض وخطٌّ أسود أو أحمر، وفي «القسطلانيِّ»: أي: طريقة حمراء وطريقة / سوداء.
          قوله ◙: (رَأَيتَهُ) أي: رأيت ذلك صحيحًا يعني: أنت صادقٌ في ذلك.