غاية التوضيح

باب قول الله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشر}

          ░25▒ (بابُ قولِ اللهِ تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} [الأعراف:142])
          قوله: {أَرِنِي أَنظُرْ} [الأعراف:143] في «القسطلانيِّ»: كان يكفي أرني في الطَّلب والنَّظر، وفائدة أنظر إليك التَّوكيد كما في: نظرت بعيني، وفي «المقاصد»: لمَّا كلَّمه ربُّه من غير واسطة ألقى على وجهه نورًا فكان بعد ذلك لا يستطيع أحدٌ أن ينظر إليه لما غشي وجهه من النُّور، ولم يزل على وجهه برقع حتَّى مات، وقوله تعالى: {جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف:143] أي: جعل الله تعالى الجبل مدكوكًا؛ أي: ترابًا ورمادًا، قال المفسِّرون: غاص الجبل في الأرض فهو يذهب فيها حتَّى الآن؛ كذا في «المقاصد».
          قوله: (جَعَلَ الجِبَالَ كَالوَاحِدَةِ) يعني كان القياس في قوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا} [الحاقة:14] أي: يقال: دككن لأنَّ الجبال جمع والأرض في حكم فجعل كلَّ جمعٍ منها كواحدة فجيء بلفظ التَّثنية.