غاية التوضيح

باب من بلغت عنده صدقة بنت مخاض وليست عنده

          ░37▒ (بابُ مَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ بِنْتِ مَخاضٍ)
          قولُهُ: (صَدَقَةُ) فاعل (بَلَغَتْ)، و(بِنْتَ مخاض) بالنَّصبِ مفعوله، ورويَ بالجرِّ بإضافةِ الصَّدقة إليهِ، اعلم أنَّه يُسمَّى ولد النَّاقة بعدَ الولادةِ ربعًا، والأنثى ربعة، ثمَّ هُيَعا وهُيَعة؛ بضمِّ الأوَّلِ وفتحِ الثَّاني فيهما، ثمَّ فصيلًا إلى تمامِ سنةٍ، فإذا طعنَ في الثَّانيةِ فابنُ مخاضٍ وبنت مخاضٍ؛ لأنَّ النَّاقةَ بعدَ السَّنةِ من ولادتِها قد تحبلُ مرَّةً أخرى، فتصيرُ من المخاضِ؛ أي: حوامل، فسمِّيَ ولدُها بذلكَ نظرًا إلى الوقتِ وإن لم تحبل، وإذا طعنَ في الثَّالثةِ فابنُ لبونٍ، وبنتُ لبون لولادة الأمِّ وصَيرورتِها لبونًا، وإذا طعن في الرَّابعةِ حقٌّ وحقَّة؛ لاستحقاقِ الحملِ والرُّكوبِ، وإذا طعنَ في الخامسةِ فجذعٌ وجذعة؛ لأنَّهُ يجذع مقدَّمُ أسنانِهِ؛ أي: يسقط، وهذه غايةُ أسنانِ الإبلِ؛ كذا في «المقاصدِ».