غاية التوضيح

باب إثم مانع الزكاة

          ░3▒ (بابُ إِثْمِ مانِعِ الزَّكاةِ)
          قولُهُ: (وَقَول اللهِ تعالى) بالجرِّ أو بالرَّفعِ على الاستئناف.
          قولُهُ: {يَكْنِزُونَ} [التوبة:34] أي: يجمعون.
          قولُهُ: {وَلَا يُنفِقُونَهَا} [التوبة:34] الضَّميرُ للكنوزِ، الدَّالُ عليها (يكنزون) من الدَّراهمِ والدَّنانيرِ.
          قولُهُ: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا} [التوبة:35] أي: يومَ توقدُ النَّارُ ذاتُ حمي وحرٍّ شديدٍ على الكنوزِ، وأصلهُ يحمى بالنَار، فجعلَ الإحماءَ للنَارِ؛ مبالغةً، ثمَّ طوى ذكرَ النَّارِ، وأسندَ الفعلَ إلى الجارِّ والمجرورِ؛ تنبيهًا على المقصودِ، فانتقلَ من صيغةِ التأنيثِ إلى صيغةِ التَّذكيرِ.
          قولُهُ: {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ} [التوبة:35] قيلَ: لأنَّ صاحبَ الكنزِ إذا رأى الفقيرَ؛ قبضَ جبهتَهُ، وولَّى ظهرَهُ، وأعرضَ عنهُ؛ كشحِّهِ، وروى ابنُ حاتم مرفوعًا: «ما من رجلٍ يموتُ وعندهُ أحمرُ أو أبيضُ؛ إلَّا جعلَ اللهُ بكلِّ صفيحةٍ من نارٍ تكوى بها قدمُهُ إلى ذقنِهِ»، وفي حديثِ عمرَ ╩: أيُّ مالٍ أُدِّيتْ زكاتَهُ؛ فليسَ بكنزٍ، وإن كانَ مدفونًا في الأرضِ، وأيُّ مالٍ لم تؤدَّ زكاتُهُ؛ فهو كنزٌ يُكوى بهِ صاحبُهُ، وإن كانَ على وجهِ الأرضِ.
          قولُهُ: {هَذَا مَا كَنَزْتُمْ} [التوبة:35] أي: يقالُ لهم: هذا الَّذي تكنزونَ بهِ هو ما جمعتُم لأنفسِكم، وبخلتُم بهِ عن حقِّ اللهِ تعالى / ويحتملُ أن تكونَ {ما} مصدريَّة، والتَّقديرُ: هذا جزاءُ كنزكم: أي: جمعكُم مالكم.