غاية التوضيح

باب: الصدقة تكفر الخطيئة

          ░23▒ (بابُ الصَّدقةِ تُكَفِّرُ الخَطيئَةَ)
          قولُهُ: (قالَ: إنَّكَ) أي: قالَ عمرُ لحذيفةَ: إنَّكَ كنتَ جريئًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ، وكنتَ سائلًا عن الفتنةِ في أيَّامِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّم، فأنت اليوم جريءٌ على ذكرِهِ وعالمٌ بهِ.
          قولُهُ: (فَكَيفَ قالَ) رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّم.
          قولُهُ: (فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أَهْلِهِ؟) بأن يأتي من أجلِهم بما لا يحلُّ من القولِ والفعلِ، والفتنةِ في الولد أن يفرطَ في المحبَّةِ،ويُشغَلَ عن كثيرٍ من الخيراتِ، أو التَّوغُّل في الاكتسابِ لأجلِهم من غيرِ اتِّقاءِ المحرَّماتِ، وفتنةُ الجارِ بأن يتمنَّى مثلَ حالِهِ إن كان متَّسِعًا مع الزَّوالِ.
          قولُهُ: (وَالمَعْروفُ) أي: الإحسانُ والخيرُ، فهوَ أعمُّ من الصَّدقةِ.
          قولُهُ: (قالَ سُلَيمانُ) أي: الأعمشُ، (كانَ) أبو وائلٍ، (يقولُ) في بعضِ الأوقاتِ بدلَ المعروفِ: الأمرُ بالمعروفِ.
          قولُهُ: (قالَ: ليسَ) أي: قالَ عمرُ ╩، (ليسَ هذهِ) الفتنةَ (أريدُ) بل (أريدُ الَّتي تموجُ كَمَوْجِ البَحْرِ).
          قولُهُ: (بينَكَ وبينَها بابٌ) لا يخرجُ شيءٌ من الفتنِ في حياتِكَ.
          قولُهُ: (بَل يُكسر) أشارَ حذيفةُ بالكسرِ إلى قتلِ عمرَ ╩، وأشارَ عمرُ بقولِهِ: (لَم يُغْلَق) أنَّهُ إذا قُتِلَ ظهرَت الفتنُ فلا تسكنُ إلى يومِ القيامةِ، وكانَ كما قالَ لأنَّهُ كانَ سدًّا وبابًا دونَ الفتنةِ، فلمَّا قُتِلَ كثُرت الفتنُ.
          قولُهُ: (لا يُغلَقُ أبدًا) فإنَّ الإغلاقَ إنَّما يكونُ في الصَّحيحِ، وأمَّا الكسرُ؛ فهو هتكٌ لا يجرؤ، كذلكَ انخرقَ عليهم بقتلِ عثمانَ ╩ من الفتنِ ما لا يُغلقُ إلى يومِ القيامةِ.
          قولُهُ: (أَجَلْ) أي: قالَ حذيفةُ: قلتُ: أجل؛ أي: نعم، إذا انكسرَ لا يُغلَقُ أبدًا، (فهِبْنا) أي: قالَ أبو وائلٍ: خِفنا أن نسألَ حذيفةَ: مَن البابُ؟ فأمرنا مسروقًا أن يسألَهُ، فسأَلهُ فقالَ حذيفةُ: هو عمرُ ╩، وكانَ حذيفةُ مهيبًا، فهابَ أصحابُهُ أن يسألوهُ، (قالَ) أبو وائلٍ: (قُلْنا) لحذيفةَ، (أفَعَلِمَ عُمَرُ؟) من تعني، (قالَ: نَعَم) أنَّ عمر علمَ أنَّ البابَ نفسُهُ؛ كما لا شكَّ أنَّ اليومَ الَّذي أنت فيهِ سبقَ الغدَ الَّذي يأتي بعدَها، وإنَّما علمَ ╩ لأنَّهُ ╕ أخبرَهُ عندَ صعودهم على جبلِ أحُدٍ: «إنَّما عليكَ نبيُّ وصدِّيقٌ وشهيدان» ومرَّ الحديثُ في (باب الصَّلاة كفارة) أوَلَ «كتاب المواقيتِ»، و(الأَغالِيطِ) بفتحِ الهمزةِ؛ جمعُ (أُغلوط) بضمِّها.