غاية التوضيح

باب: لا صدقة إلا عن ظهر غنى

          ░18▒ (بابُ لا صدَقَةَ إلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنى)
          (الظَّهرُ) مقحم.
          قولُهُ: (فالدَّينُ أَحقُّ) جزاءُ الشَّرطِ فيهِ محذوفٌ؛ أي: فهوَ أحقُّ، وأهلُهُ أحقُّ، والدَّينُ أحقُّ، و(وهوَ رَدٌّ) أي: غيرُ مقبولٍ لأنَّ قضاءَ الدَّينِ واجبٌ، والصَّدقةُ تطوُّعٌ، ومن أخذَ دَيْنًا وتصدَّقَ بهِ، ولا يجدُ ما يقضي بهِ الدَّينَ؛ فقد دخلَ تحتَ وعيدِ من أخذَ من أموالِ النَّاسِ.
          قولُهُ: (إلَّا أن يكونَ) هو استثناءٌ من التَّرجمةِ، أو من لفظِ (من تصدَّقَ وهو محتاج)؛ أي: فهو أحقُّ (إلَّا أَنْ يَكونَ مَعْروفًا بِالصَّبْرِ) فإنَّهُ [ح] له أن يؤثر غيرَهُ على نفسِهِ، ويتصدَّقَ بهِ، وإن كانَ غيرَ غنيٍّ، أو محتاجًا إليهِ؛ كذا في «الكرمانيِّ»، وقيلَ: قولُهُ: (إلَّا أن يكونَ) من كلامِ المُصَنِّفِ [رح] أرادَ أن يخصَّ بهِ عمومَ الحديثِ، و(الخصاصة) الفقر.
          قولُهُ: (بمالِهِ) أي: بجميعِ مالِهِ.
          قولُهُ: (عن إضاعةِ المالِ) أي: إنفاقِهِ على وجهِ الإسرافِ.
          قولُهُ: (أَمسِكْ عَلَيكَ) وإنَّما لم يمنع صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّم أبا بكرٍ ╩ عن صرْفِ الكلِّ؛ لأنَّهُ كانَ شديدَ الصَّبرِ، قويَ التوكُّلُ، وكعبٌ لم يكن مثلَهُ.