انتقاض الاعتراض

باب قتال الترك

          ░95▒ (بابٌ: قِتَالُ التُّرْكِ)
          ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَيْنِ:
          أَحَدُهُمَا: حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ(1) : «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا وُجُوهَهُمُ الْمِجَانُّ الْمُطَرَّقَةُ». /
          قال (ح):(2) هذا العطف في هذا الحديث، والَّذي بعده يقتضي أنَّ التُّرْك غير الَّذين ينتعلون الشَّعر، ووَقَعَ في روايةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ بَابَكَ(3) كَانَوا نِعَالُهُمُ الشَّعَرَ.
          قال (ع): هذا الَّذي قاله غير صحيح؛ لأنَّ كون أصحاب بابك(4) كانوا كذلك، لا ينافي كون التُّرْك أيضًا كذلك، على أنَّه يجوز أن يكون أصحابُ بابك(5) مِن التُّرْك، وقد روى أبو داود مِن حديث بُرَيْدَة: «يُقَاتِلُكُمْ قَوْمٌ صِغَارُ الأَعْيُنِ» يعني التُّرْك، ويلزم ممَّا قاله أن يكون بين التَّرجمة والحديث بَوْنٌ عظيم.
          قلت: بابك(6) وأتباعه كانوا(7) مِن العجم، وأمَّا حديث بُرَيدة فليس فيه ما يساعده، وأمَّا الملازمة فمردودة؛ لأنَّه ذكرَ التُّرْكَ في أحاديث الباب، ولكنَّه عطف عليهم الَّذين ينتعلون الشَّعَرَ، وكان ذلك ظاهرًا(8) في المغايرة، ويكفي(9) في المناسبة وجود بعض ما في الحديث يطابقها، ولا يشترط أن يذكروا(10) في الحديث شيء آخر.
          والعجب أنَّ البخاري أفرد لكلٍّ منهما بابًا وترجم (بابٌ)، فقال: الَّذين ينتعلون الشَّعر عَقِبَ بابِ قتالُ التُّرْك، ويكتب ذلك هذا المعترض ولا يتفطَّن لذلك.


[1] في (ظ): «ثعلب».
[2] قوله : «(ح)» بياض في (د).
[3] في (س): «بابل».
[4] في (س): «بابل».
[5] في (س): «بابل».
[6] في (س): «بابل».
[7] قوله: «كانوا» ليس في (س).
[8] في (س): «ظاهر».
[9] في (س): «يكفي» بلا واو.
[10] في (س): «يذكر».