تعليقة على صحيح البخاري

باب: من أصاب ذنبًا دون الحد فأخبر الإمام فلا عقوبة عليه

          ░26▒ (بَابُ مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا دُونَ الْحَدِّ، فَأَخْبَرَ الإِمَامَ، ولَا(1) عُقُوبَةَ عَلَيْهِ بَعْدَ التَّوْبَةِ إِذَا جَاءَ مُسْتَفْتِيًا، قَالَ عَطَاءٌ: لَمْ يُعَاقِبْهُ النَّبِيُّ صلعم (2) ، [وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ] : وَلَمْ يُعَاقِبِ الَّذِي جَامَعَ فِي رَمَضَانَ، وَلَمْ يُعَاقِبْ عُمَرُ صَاحِبَ الظَّبْيِ).
          فيه: أنَّ الرَّجل الذي أصاب من امرأة قبلةً فأخبره، فنزل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}(3) [هود:114] .
          (وَلَمْ يُعَاقِبْ عُمَرُ صَاحِبَ الظَّبْيِ) يعني: حيث حكم على قبيصة بن جابر في الظَّبي بشاة، روي عن قبيصة بن جابر قال: خرجنا على فرسين نتجارى، فأصبنا ظبيًا ونحن محرمان، فقال عمر لرجل إلى جنبه _وهو عبد الرَّحمن بن عوف_: تعال حتَّى أحكم أنا وأنت، فحكما عليه بشاة، فولَّى الرجل وهو يقول: هذا أمير المؤمنين لا يستطيع أن يحكم في ظبي حتَّى دعا رجلًا يحكم معه، فسمع عمر قول الرجل، فدعاه فسأله: هل تقرأ (سورة المائدة)؟ قال: لا، قال: فهل تعرف هذا الرَّجل الذي حكم معي؟ قال: / لا، فقال عمر: لو أخبرتني أنَّك تقرأ (سورة المائدة)؛ لأوجعتك ضربًا، ثمَّ قال: إنَّ الله تعالى يقول في كتابه: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة:95] .


[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة»: (فلا).
[2] زيد في (أ): (أي).
[3] في (أ): (أقم).