مصابيح الجامع الصحيح

حديث: الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين.

          5708- قوله: (الكمْأة من المنِّ): قيل: إنَّها من المنِّ المنزل على بني إسرائيل عملًا بظاهره، وقيل: هو مشْبه بذلك المنِّ في أنَّها تحصل بلا علاج وكلفة؛ فإنَّها تنبت من غير استنبات كالمنِّ السَّاقط عليهم بلا تكلُّف منهم، وأمَّا ماؤها؛ فقيل: معناه أن يخلط بالدَّواء ويعالج به، وقيل: إن كان لبرودة مافي العين من حرارة؛ فماؤها مجردًا شفاء، وإلا؛ فبالتركيب، وقيل: هو شفاء مطلقًا.
          قوله: (لم أنكره): أي ما أنكرت على الحَكَم من جهة ماحدَّثني به عبد الملك وذلك لأن الحسن روى معنعنًا، وعبد الملك بلفظ: سمعت، أو لأنَّ الحكم مدلِّس فلمَّا تقوَّى برواية عبد الملك؛ لم يبق محلٌّ للإنكار، أو معناه: لم يكن الحديث منكورًا إلي، أي مجهولًا لي من جهة أنِّي كنت أحفظه من عبد الملك، فعلى الأوَّل الضَّمير للحَكَم وهو بمعنى: الإنكار، وعلى الثَّاني للحديث وهو من المنكر ضد المعرفة، ويحتمل العكس بأن يراد لم أنكر شيئًا من حديث عبد الملك.