مصابيح الجامع الصحيح

باب الباذق ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة

          ░10▒ قوله (الباذق): بفتح المعجمة، معرَّب قول العجم (باذه) بالذَّال.
          (الطِّلاء): بكسر المهملة، وتخفيف اللَّام، وبالمدِّ: هو أن يطبخ العصير حتَّى يذهب ثلثاه، ويبقى ثلثه، ويصير ثخينًا؛ مثل طلاء الإبل، ويسمَّى بالمثلث، ويقال له بالفارسيَّة: سيكى، وفيه قول آخر: وهو أن يذهب نصفه بالطَّبخ، قالوا: وهذا مما يؤمن غائلته، وقال بعضهم: الطِّلاء ما يُطبخ من عصير العنب حتَّى ذهب ثلثاه، ويسمِّيه العجم: المَيْبُخْتَج؛ بفتح الميم، وتسكين التَّحتانيَّة، وضمِّ الموحدة، وإسكان المعجمة، وفتح الفوقانيَّة، وبالجيم، وبعض العرب يسمِّي الخمر طلاء.
          (وأنا سائل)؛ أي: أنا اسأله عن الشَّراب الذي وجدت ريحه منه، فإن كان مما يسكر جنسه؛ جلدُّته.
          وفيه أنَّه لم يقصد جلده بمجرد / الرِّيح، بل توقَّف حتَّى يسأله، فإن اعترف بما يوجبه؛ يجلده.
          واختلفوا في السَّكران، فقيل: هو من اختلط كلامه المنظوم وانكشف سرُّه المكتوم، وقيل: هو من لا يعرف السَّماء من الأرض ولا الطُّول من العرض.