مصابيح الجامع الصحيح

باب الرطب بالقثاء

          ░39▒ قوله: (باب أكل القثاء بالرطب)
          الكرماني: الحكمة في الجمع: أن حر الرطب يكسر برد القثاء، فيعتدل.
          إن قلت: في الحديث: (يأكل الرطب بالقثاء) والترجمة بالعكس.
          قلت: الباء للمصاحبة، وكل منهما مصاحب للآخر أو للملاصقة، قاله الكرماني.
          وفي أصلنا الشامي: باب الرطب بالقثاء، انتهى
          (القثاء): بكسر الثاء وضمها، قرأ يحيى بن وثاب، وطلحة ابن مصرف، وكذا الأشعث العَقيلي بالضم.
          قال الوالد: كذا في «البخاري» و «مسلم» من حديث عبد الله بن جعفر، وفي غيرهما زيادة: «قال: يكسر حر هذا برد هذا» انتهى
          وقد رأيت في «سنن أبي داوود» من حديث عائشة ♦ قالت: كان رسول الله صلعم يأكل البطيخ بالرطب، فيقول: نكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا.
          وساق قبله حديث عبد الله بن جعفر: كان يأكل القثاء بالرطب، مقتصرًا عليه.
          قال الغزالي: ويأكل البطيخ والقثاء بالرطب بنفي ؟؟؟ حر؟؟ ؟؟؟ ففيه الخلاف.
          وفي «الترمذي» من حديثها كان يأكل البطيخ بالرطب، ولم تذكر الزيادة المذكورة.
          وفي «الترمذي» من حديث عبد الله بن جعفر كان ◙ يأكل القثاء بالرطب، مقتصرًا عليه.
          واعلم أن القثاء بارد رطب في الدرجة الثانية، مطفئ لحرارة المعدة الملتهبة، بطيء الفساد فيها نافع من وجع المثانة، ورائحته تنفع من الغشي، وبزره يدر البول، وورقه إذا اتخذ ضمادًا نفع من عضة الكلب، وهو بطيء الانحدار عن المعدة، برده مضر ببعضها، فينبغي أن يستعمل معه ما يصلحه، ويكسر برده ورطوبته، كما فعل ◙؛ إذ أكله بالرطب، فإذا أكل بتمر أو زبيب أو عسل؛ عدله.