مصابيح الجامع الصحيح

حديث: خرجنا مع النبي من المدينة إلى مكة فكان

          1081- (عَشْرًا) أي: عشرة أيَّامٍ.
          إن قلتَ: اليوم مذكَّر، فلم حذف التَّاء من العشر؛ قلتُ: المميِّز إذا لم يكن مذكورًا؛ جاز في العدد التَّذكير والتَّأنيث.
          قالوا: مَعْناه: أنَّه أقام في مكَّة وحواليها لا في مكَّة فقط، إذا كان في حجَّة الوداع، وقدم مكَّة في الرَّابع، وأقام بهَا الخامس والسَّادس والسَّابع، وَخَرَجَ منهَا في الثَّامن إلى منًى، وذهب إلى عرفات في التَّاسع وعاد إلى منًى في العاشر، فأقام بها إلى الحادي عشر والثَّاني، ونفر في الثَّالث عشر إلى مكَّة، وخرج إلى المدينة في الرَّابع عشر، وكان يقصر الصَّلاة فيها كلَّها.
          ابن بطَّال: إنَّما قام ◙ تسعة عشر يومًا يَقْصر؛ لأنَّه كان محاصِرًا للطَّائف وحرب هوازن، فَجَعَل ابن عبَّاس هذه المدَّة حدًّا بين التَّقْصير والإتمام، وهذا مَذْهب تفرَّد هو به.
          وأمَّا الفقهاء؛ فهم يقولون: أنَّه ◙ كان في هذه المدَّة غير عازم على الإسفار؛ لأنَّه كان يَنْتظر الفتح ثمَّ يَرْحل بعد ذلك، وابن عبَّاس لم يراعِ نيَّته ◙ في ذلك، وكذا يقولون في حديث أنس: أنَّ إقامته ◙ لم تكن استيطانًا لها؛ لئلَّا يكون رجوعًا في الهجرة.
          إشارة: قوله: (تِسْعَةَ عَشَرَ) أي: يومًا، وهذا فيما إذا كان / الرَّجل يتوقَّع قضاء حاجته يومًا فيومًا حتَّى جاء هذا القدر.
          إن قلتَ: المشهور عن الشَّافعيَّة ثمانية عشر يومًا؛ قلتُ: لعلَّه اعتبر معها النُّزول والارتحال.