مصابيح الجامع الصحيح

حديث: أن رسول الله كان يصلي إحدى عشرة ركعةً

          994- (إِحْدَى عَشْرَةَ) ووجه الجمع بينه وبين حديث ابن عبَّاس الدَّالِّ على أنَّها ثلاث عشرة.
          قال بعض أصحابنا: أكثر الوتر ثلاثة عشر، والجمهور على أنَّ أكثره إحدى عشرة، وتأوَّلوا حديث ابن عبَّاس بأنَّ ركعتين منها سنَّة العشاء، ويُحتمَل أنَّ الغالب كان إحدى عشرة، ووقع نادرًا ثلاث عشرة وخمس عشرة وسبعًا، وذلك بحسب ما كان من اتِّساع الوقت وضيقه بطول قراءة أو نوم أو عذر آخر.
          (عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ) حكمته أنَّه لا يَسْتغرق في النَّوم؛ لأنَّ القلب في جهة اليسار فيغلق، فإذا نام على اليسار؛ كان في دَعَةٍ واستراحةٍ فيحصل الاستغراق.
          إن قلتَ: لفظ: (ثُمَّ يَضْطَجِعُ) يدلُّ على أنَّ الاضطجاع كان بعد ركعتي سنَّة الفجر، ورواية ابن عبَّاس دلَّت على أنَّه كان قبلها؛ قلتُ: تارةً كان يضطجع قَبْلهما، وتارةً بعدهما، وتارةً لا يضطجع أصلًا، وأيضًا لا منافاة بينهما؛ لأنَّه لا يَلْزم من الاضطجاع قبلها ألَّا يضطجع بعدها.