مطالع الأنوار على صحاح الآثار

السين مع الميم

          السِّين مع الميمِ
          2041- «تَشمِيتُ العاطس» [خ¦6222] بالشِّين، وأصلُه / السِّين فيما قال ثعلبٌ؛ لأنَّه من السَّمتِ، هو القَصدُ والهَديُ، وأكثَر رِوايَات المُحدِّثين فيه وقول النَّاس بالشِّين المُعجمةِ، قال أبو عُبيدٍ: وهي أعلا اللُّغتَين، وأصلُه: الدُّعاء بالخيرِ، وقال بعضُ المُتكلِّفين: إنَّما أصلُه الشِّين من شَماتتِه بالشَّيطانِ، ورَفعِه بذِكْر الله وحَمدِه.
          وقوله: «أقرَب سَمتاً» [خ¦3762] هو حُسنُ الهيئَةِ والمَنظَر في الدِّين والخيرِ، لا في الجَمالِ والمَلبسِ، والسَّمْتُ أيضاً القَصدُ والطَّريقُ والجِهةُ، ومنه: سَمْتُ القِبلَة، قال الخَطَّابيُّ: وأصلُه الطَّريقُ المُنقادُ.
          2042- قوله: «كان أسمَح لخرُوجِه»؛ أي: أسهَل، ومنه: السَّماحةُ في المُعامَلاتِ؛ أي: التَّسهيلُ، والسَّمَاحة والسُّمُوحة والسَّمَح بفَتحِ الميمِ، قال القُتَبيُّ: يقال: سمَح وأَسمَح، ورجُلٌ سَمْحٌ، ومنه: «رحِم الله عَبداً سَمْحاً إذا باع». [خ¦2076]
          2043- قوله: «وسَمَرَ أَعيُنَهُم» [خ¦1501] بالتَّخفيفِ كَحَلَها بالمَساميرِ المُحماةِ، وضبَطْناه عنهم في البُخاريِّ بتَشديدِ الميمِ، والأوَّلُ أوجَه، ويُروَى: «سمَل» [خ¦6802] باللَّامِ، ومعناه مُتقاربٌ.
          «والسَّمْراء» [خ¦1508] من الطَّعامِ، هو البُرُّ الشَّامي، وينطَلِق على كلِّ البرِّ، ومنه في حديثِ المُصرَّاةِ: «وردَّ معَها صَاعاً من طَعامٍٍ لا سَمْرَاءَ» يُفسِّره الحديثُ الآخر: «ورَدَّ معَها صَاعاً من تَمرٍ».
          «والسَّمَر بعدَ العِشَاءِ» [خ¦9/39-959] بالفَتحِ، قال القاضي: وهي الرِّوايةُ، وقال أبو مروان ابن سراج: الإسكانُ أولى؛لأنَّه اسمُ الفِعلِ، وكذا ضبَطَه بعضُهم بالفَتحِ، هو الحديثُ بعدَها، وأصلُه لونُ ضَوءِ القَمرِ؛ لأنَّهم كانوا يَتحدَّثون إليه، ومنه: سُمِّي الأسمَر؛ لشبهه ذلك اللَّون.
          وقوله: «لا سَمَر»، «نهَى عن السَّمرِ».
          2044- قوله: «سمَل أعيُنَهم» [خ¦6802]؛ أي: فقَأها بالشَّوكِ، وقيل: بحَديدةٍ محماةٍ تُدنَى من العَينِ حتَّى يذهَب نَظرُها، وعلى هذا تتَّفِق مع رِوايَة من قالَه بالرَّاء، إذ قد تكون هذه الحدِيدَة مِسمَاراً، وكذلك أيضاً فقد يكون فقؤُها بالمِسمارِ وسمَلُها به، كما يُفعَل ذلك بالشَّوكِ.
          2045- قوله: «من قتَل نفسَهُ بسَمٍّ» [خ¦5778] فيه ثلاث لغات: الفتح والضَّمُّ والكسر، والفتح أفصَح، و{سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف:40] كذلك، وهو ثَقبُ الإبرةِ، وكلُّ ثَقبٍ ضيِّقٍ فهو سَمٌّ.
          و«السَّمُوم» [خ¦65-7030] بالفَتحِ شِدَّة الحرِّ.
          2046- قوله: «كنَّا نُسَمِّنُ الأضحِيَة وكان المُسلِمون يُسَمِّنُونَ» [خ¦73/7-8268] ظاهِرُه أنَّهم كانوا يعلفُون، ويحتَمِل أن يكون بمعنى اختِيارِهم السَّمين منها.
          قوله: / «ويَفشُوا فيهمُ السِّمَنُ» [خ¦2651] السِّمنُ والسَّمانةُ، والسِّمنُ كثرةُ اللَّحمِ، يريد: أنَّه الغالبُ عليهم، وإن كان فيهم غير سمِينٍ فقليلٌ، أَلَا تراه قال في رِوايَةٍ: «يكثر»، وأيضاً فإنَّ هؤلاء يستَحسِنُونه ويكتَسِبُونه، خلاف مَن هو فيه خِلْقَةً، كما قال: «ويُحبُّون السَّمانَة»، لأنَّه من كَثرةِ الأكْلِ، ولَيسَت من صفاتِ الكُرماءِ من الرِّجالِ.
          2047- قوله: «من سَمَّع سَمَّعَ الله بهِ» [خ¦6499]؛ أي: من عمِل عملاً مراءاةً للنَّاس، يشتَهِر بذلك ويُعَظَّم شهَّرَه الله يوم القيامة، وقيل معناه: من أذاع على مُسلمٍ عَيباً، وسمَّعه عليه أظهَر عيُوبَه، وقيل: «سمَّع به» أسمَعَه المَكرُوه.
          وقوله: «كان إذا أراد سَفَراً وأَسْحَرَ يقول: سَمَّعَ سَامِعٌ بحَمدِ الله وحُسْنِ بَلائِهِ»؛ أي: بلَّغ سامعاً قَولِي لغَيرِه، وقال مثلَهُ ودعا به، تَنبِيهاً على الذِّكر في السَّحرِ، والدُّعاءِ حينئذٍ، وضبَطَه الخَطَّابيُّ: «سَمِعَ سَامِعٌ» قال: ومعناه ليسمَع سامع؛ أي: ليشهد شاهدٌ بحَمدِنا ربَّنا على نِعْمتِه.
          قوله: «سَمِعَ الله لمن حَمِدَهُ» [خ¦689]؛ أي: أجابَ الله دعاء من حمِدَه، قيل: ذلك على الخبَرِ، وقيل: على الحضِّ والتَّرغيبِ، ومنه: «أعُوذُ بكَ من قولٍ لا يُسْمَع»؛ أي: من دَعوةٍ لا تجابُ.
          وفي الحديثِ: «أيُّ اللَّيلِ أَسْمَع؟ قال: جوف اللَّيل الآخِر» يعني: أرجى للإجابةِ، وقيل: أولى بالدُّعاء وأوقَع للسَّمعِ، وقال الجوهريُّ: معنى «سَمِعَ الله لمن حَمِدَهُ» قَبِل الله منه.
          قوله في حديثِ أُسامَةَ: «أترَون أنِّي لا أكلِّمه إلَّا سَمعكُم»، كذا للأصيليِّ بفتح السِّين، وبالوجهَين ضبَطْناه على أبي الحُسينِ؛ أي: حيث تسمَعُون، ووقَع للأصيليِّ: «إلا أُسمِعُكم» [خ¦3267]، ولبَعضِهم: «إلا سَمِعْتم» والسَّمع بالفَتحِ سَمْعُ الإنسانِ، والسَّمع أيضاً والسِّمع اسمٌ لسَماع الشَّيءِ، والمِسمَع هو الصِّماخُ، وقيل: الأذُن، والمَسمَع هو المَكانُ الذي يُسمَع منه، ومنه قولهم: هو مِنِّي بمَرأى ومَسمَع.
          وقوله: «رياءً وسُمعةً» [خ¦755]؛ أي: يُري فِعلَه ويُسمِّع به.
          2048- و«السِّمْسَار» [خ¦37/14-3546] الدَّلالُ، وأصلُه القيِّم بالأمرِ الحافظُ له، ثمَّ استُعمِل في مُتولِّي البيعِ والشِّراء لغَيرِه.
          2049- قولها: «وهي الَّتي كانت تُسَامِيني» [خ¦2661]؛ أي: تُضاهِيني وتُطاوِلني وتُنازِعني المَنزِلة السَّامِية عند رسولِ الله صلعم، / وهو من السُّموِّ، يقال: فلان يَسمُو إلى المَعالِي؛ أي: يَرتَفِع إليها، ويَتطاوَل نحوها، ورأيتُ بعضَهم فسَّره من سوم الخسف، وهو تكلِيفُ الإنسان وإلزامُه ما يشُقُّ عليه، وكأنَّه ذهَب إلى أن معناه: تُؤذِيني وتُغيظُني، ولا يصِحُّ على هذا أن يقال في المُفاعَلة سامى، إنَّما يقال فيه: ساوَم.
          قوله: «باسْمِكَ أحيَا وباسْمِكَ أَمُوتُ» [خ¦7394]؛ أي: بذِكْر اسمك، ويحتَمِل أن يريد بك أحيى؛ أي: بك حيَاتِي وبك ممَاتِي.
          قوله: «سِيماهُمُ التَّحلِيقُ» [خ¦7562]؛ أي: علامَتُهم، و«السِّما» مَقصُورٌ وممدُودٌ، والسِّيماء ممدُود لا غير، ووجَدْت بخَطِّ القاضي أبي عبدِ الله محمَّدِ بنِ الحاجِّ شَيخِنا ☼، عن شَيخِه أبي مروان: «سُومَى»، وهو كلُّه من السِّمة، وهي العَلامَة، وأصلهُا: سومة، وأصل سِمَةٍ وسمَة.
          و«فيما سَقَتِ السَّماء العُشرُ» [خ¦1483] المراد به المطَر، وأضافه إليها؛ لأنَّ منها ينزِل، قال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء} [الفرقان:48]، وكلُّ ما علاك وأظلَّك فهو سماءٌ، والمطَر يُسمَّى سماءً، ومنه قوله: «على إِثْرِ سَماءٍ كانت من اللَّيل» [خ¦846]،ومنه:
إذا نزَل السَّماء بأرضِ قَومٍ(1)                     .....................
          وقوله: «طُولُه في السَّماء»؛ أي: في الارْتفاعِ إلى جِهَة السَّماءِ.


[1] صدر بيت لمعاوية بن مالك من قصيدة له، وتتمته كما في «شرح أدب الكاتب» للجواليقي ░151▒:
~...............                      رعيناه وإنْ كانوا غضابا