مطالع الأنوار على صحاح الآثار

السين مع الدال

          السِّين مع الدَّال
          2009- «سَدِّدوا» [خ¦39]؛ أي: اقصدوا السَّداد واعملُوا به في الأمُورِ، وهو القصدُ فيها دون التَّفريطِ ودون الغُلوِّ، والسَّدادُ: القَصدُ.
          وقوله: «سَدِّدْني»؛ أي: وفِّقني للقَصدِ واستَعمِلْني به.
          وقوله: «واذكُر بالسَّدادِ سَدادَك السَّهم»؛ أي: تقويمَك الرَّمي به، وقصد الرَّمية به، ومنه: «فسدَّد له مِشقَصاً» [خ¦6889]؛ أي: قوَّم رميه وقصَدَه به، ومنه قوله: «فقد سدَّدناها بعضُنا في وجُوهِ بَعضٍ» يعني السِّهامَ في الفِتَنِ؛ أي: قصَدْنا الرَّميَ بها بعضنا لبَعضٍ.
          وفي بَعضِ الرِّواياتِ: «شدَدْناها» بالشِّين، وفي أُخرَى: «بعضها»بالهاء، وكلُّه خطَأ.
          وقوله: «سِداداً مِن عَيشٍ»؛ أي: بُلْغَةً يسُدُّ بها خِلَّته، وكلُّ شيءٍ سدَدْت به خلَلاً فهو سِدادٌ بالكسر، ومنه: سِدادُ الثَّغرِ، وسِدادُ القَارُورة، ومنه: «سِدادٌ من عَوَزٍ»؛ أي: ما تُسدُّ به الحاجةُ.
          و«سدَّ الرَّوحَاء» [خ¦2235]، و«سدَّ الصَّهباء» [خ¦2893] / ويقالُ لكلِّ جَبلٍ: سَدٌّ وسُدٌّ لُغتَان، والسَّدُّ: الرَّدمُ أيضاً، وقيل: السُّدُّ خِلقَة(1) المَسدُود، والسَّدُّ فِعلُ الإنسانِ، وقال الكِسائيُّ: هما واحدٌ.
          وقوله: «قُبَّة على سُدَّتِها»؛ أي: على بَابِها، ومنه قوله: «الَّذين لا تُفتحُ لهم السُّدَد»؛ أي: الأبوابُ، مثل قوله في الحديثِ الآخرِ: «رُبَّ أَشعَثَ مَدفُوعٍ بالأبوابِ».
          وقوله: «فلَقِينا رجُلاً عند سُدَّة المَسجدِ» [خ¦7153]، وقوله: «وكنتُ أقرَأُ على أبي في السُّدَّة» هي السَّقايفُ التي حول المَسجدِ، وبه سُمِّي إسماعيل «السُّدِّيُّ»؛ لأنَّه كان يبيعُ في سُدَّة المَسجدِ الخُمُر.
          2010- قوله: «اغسِلْنها بماءٍ وسِدْرٍ» [خ¦1253] وهو ورقُ السِّدرِ، وثمرة النَّبِق.
          و«سِدرَة المُنتهَى» [خ¦349] شجرةٌ في السَّماءِ السَّابعةِ، أسفَل العرشِ، لا يجاوِزُها ملَك ولا نبِيٌّ، قد أظلَّت السَّموات والجنَّة، وفي الأثرِ: «إليها ينتَهِي ما يُعرَجُ من الأرضِ، وما يَنزِل من السَّماءِ، فيُقبَض منها».
          2011- قوله: «سدَل رسولُ الله صلعم ناصِيَته» [خ¦5917] وهو إرسالُ الشَّعرِ على الوَجهِ من غير تَفريقٍ، وكذلك: السَّدلُ في الصَّلاةِ إرخاءُ الثَّوبِ على المَنكِبَين إلى الأرض، دون أنْ يضمَّ جوانبه، وهو جائزٌ عند مالكٍ إن كان عليه ثوب غيرُهُ، إزارٌ أو قميصٌ.
          وفي حديثِ المَرأةِ: «سَادِلةٍ رِجلَيها» [خ¦3571]؛ أي: مُرسِلتهما على جَملِها، ويُروَى: «سابِلَة» وعربيَّته: مُسبِلة.


[1] في الأصول: (حلقة)، وقومناه من أصول «المشارق».