مطالع الأنوار على صحاح الآثار

السين مع الياء

          السِّين مع اليَاء
          2089- «سيَّب السَّوائِب» [خ¦3521]، ويُروَى: «السُّيوبَ»، و«أهلُ الإسْلامِ لا يُسَيِّبُونَ» [خ¦6753]، من قَولِه: {وَلاَ سَآئِبَةٍ}[المائدة:103] كانُوا إذا نذَروا نذراً قالوا: ناقَتِي سائِبَة، فتسرَح لا تُمنَع من ماءٍ ولا مَرعًى ولا يُنتفَع بها، وقيل: كانَت النَّاقة إذا تابَعت بين اثني عشر أنثًى ليس بينَهُنَّ ذكَرٌ، سُيِّبت فلم تُركَب، ولم تُحلَب، ولم تُنحَر، ولم يُجَزَّ وَبَرُها، ثمَّ ما تَلِده من أنثى تُنحَر، فتكون بَحِيرة بنت السَّائِبَة.
          وقوله: «مِيراثُ السَّائبة» [خ¦85/20-10029] هو العبدُ يُعتَق سائِبَة، يقول له مالِكُه: أنتَ سائِبَةٌ يريد بذلك عِتقَه وأنْ لا ولاءَ له عليه، وأُعتِقُك سائِبَةً، فالعِتقُ على هذا ماضٍ بإجماعٍ، وإنَّما اختَلَف الفُقهاءُ في وَلائِه، وفي كَراهةِ هذا الشَّرطِ وإباحَتِه، والجُمهورُ على كراهِيَتِه، وعلى أنَّ ولاءَه للمُسلمِين كافَّة قصَد عِتقَه عنهم.
          2090- قوله: «مُلتَحِفاً في سَاجةٍ» وهي الطَّيلسَان، ويقال له أيضاً: ساجٌ، وجمعُه: سِيجان، وقيل: هو الخضر منها خاصَّة، وقال الأزهريُّ: هو طيلسان مُقوَّرٌ نُسِج كذلك، وقيل: الطَّيلَسان الخشن، وقد اختُلِف في ضَبطِ اللَّامِ منه بالفَتحِ والكَسرِ والضَّمِّ وهو أقل.
          وقوله: «وسَقفُهُ السَّاج» [خ¦446] هو ضربٌ من الخشَبِ، والواحِدةُ أيضاً ساجَة، ويُجمَع السِّيجان مثل الذي قَبلَه، وبعضُهم يجعَل هذا في حَرفِ الباء، وبعضُهم في الواوِ.
          2091- قوله: «سَائِحُونَ» قيل: صائِمُون، والسِّياحةُ في غير هذا الذَّهابُ في الأرضِ للعِبادَةِ ولا سِياحَة في الإسْلامِ.
          و«ما سُقِي بالسَّيحِ» هو الماء الجاري، وهو من الذَّهابِ على وَجهِ الأرضِ المُنبَسطِ.
          2092- قوله: «بسَيرٍ أو خَيطٍ» السَّيرُ الشِّراكُ، ومنه: «وِشَاحٌ من سُيُورٍ» [خ¦439]، و«في طَرَفيها سُيُور»، و«سُيورة» أيضاً، وقوله: «حُلَّةً سِيراءَ»، قد تقدَّم في الحاء.
          قوله: «وإلَّا سَيَّرَتني شَهرَين» يعني: يسيرُ فيهما آمناً، وهو كقَولِه: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة :2 / أي: سِيرُوا واذهَبُوا آمنين.
          و«لله مَلائِكةٌ سيَّارةٌ»؛ أي: يسِيرُون، كقَولِه: «سَيَّاحُونَ» في الرِّوايةِ الأُخرَى.
          قول الرَّجلِ الظَّالمِ في سَعدٍ: «لا يَسيرُ بالسَّريَّةِ» [خ¦755]؛ أي: لا يَخرُج في السَّرايا بل يبعَثُها ويقعُدُ، ويحتَمِل أن يريد لا يسِيرُ بالسَّيرةِ العَدلةِ المَعرُوفةِ، فقال: السَّرِيَّة ليزدوج مع القَضِيَّة، كما قيل: الغدايا والعشايا، والسِّيرةُ الطَّرِيقةُ والهيئةُ، وهذا عندي بعيدٌ، والأوَّل أظهَر، ويقال: السِّيرةُ مَذهَب الإمامِ في رَعِيَّته، والرَّجلِ في أهْلِه مما يأخذُهم به ويحمِلُهم عليه.
          2093- وقوله: «عند مَسيل» [خ¦488] هو مَوضِع سيلِ المَطرِ من الجبَلِ، وقوله: «سَالَ بهمُ الوَادِي» [خ¦3864]؛ أي: امتَلَأ كامْتِلَائِه من السَّيلِ؛ أي: لكَثرَتِهم وسُرعةِ مَشيِهِم(1).
          2094- قوله: «سِيفُ البَحرِ» [خ¦64/65-6291] هو ساحِلُه.
          وقولها: «وكفتني سِياسَة الفَرسِ» [خ¦5224] هو خِدمَته والقيامُ عليه من سَقيٍ وعلفٍ ومَسحٍ وغيرِ ذلك من أمْرِه، وقد تقدَّم في الواوِ.


[1] زاد في (ن) و(س) هنا: (وقوله: لا سيما) وبعده بياضٌ في (ن)، وضرَب عليه في (س).