مطالع الأنوار على صحاح الآثار

السين مع الواو

          السِّين مع الوَاو
          2078- قوله: «واسَوْأَتَاه» [خ¦5120] السَّوءةُ الفِعلةُ القَبِيحةُ، والكَلِمةُ القَبِيحةُ، ومنه سُمِّيت العَورَتان سَوأةً، وهي من ساءني الشَّيء إذا أحزَنَني وأكرَبَنِي.
          وقوله: «ومَن أسَاء في الإسلامِ أُخِذَ بالأوَّلِ والآخِرِ» [خ¦6921] قيل معناه: ارتدَّ عنه، وقيل: أسَاء إسلامه فلم يكن منه على يقِينٍ، ولم يُخلِصه.
          وقوله: «إحدى سَوآتِكَ يا مِقدَادُ»؛ أي: إحدى أفعالك القَبِيحة، ومنه: «السَّيِّئة» [خ¦41] وهي ما قبَّحه الشَّرعُ، قال تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء:38]، وهي ضِدُّ الحسَنةِ.
          وقوله: «عَائِذاً بالله من سُوءِ الفِتَنِ» [خ¦7090]، وعند أبي ذرٍّ: «سواء»، والسُّواء البَلاءُ والهَلاكُ، وكلُّ ما يُكرَه ويسُوء.
          2079- قوله: «إذا نَزلنَا بِساحَةِ قَومٍ» [خ¦371] السَّاحةُ والسُّوحة فناء الدَّارِ، وهو الفَضاءُ المُتَّصلُ بها، وهي الباحَةُ والبُوحةُ، وجمعُها سُوَح وبُوَح.
          2080- قوله: «وأَنْ تَسمعَ سِوَادِي» بكَسرِ السِّين؛ / أي: سراري.
          وقوله: «ومنكُم صَاحِبُ السِّوَادِ» [خ¦3743]؛ أي: السِّر، يعني: ابنَ مَسعودٍ، وقد جاء: «صَاحبُ النَّعلَينِ والطَّهورِ والوِسَادِ». [خ¦3742]
          وقوله: «لا يفارِقُ سَوادِي سَوادَك» [خ¦3141]، و«أنتِ السَّوادُ الَّذي رأيتُ»، و«عَن يَمينِهِ أَسوِدَةٌ» [خ¦3342]، و«رأيتُ سَواداً عَظِيماً(1)» [خ¦3410] السَّوادُ الشَّخصُ، وسوادُ كلِّ شيءٍ شخصُه، وجمعُه أسوِدَة، مثل: قذال وأقذِلَة، والسَّوادُ أيضاً الجَماعاتُ، ومنه: «علَيكم بالسَّواد الأعْظَمِ»؛ أي: الجماعة المُجتَمعة على طاعةِ الإمامِ، وسَبيلِ المُؤمنِين، والأسوِدَةُ جمعُ سَوَاد وهو الشَّخصُ، أو جمعُ سَوادٍ من النَّاسِ، وهم الجماعَةُ.
          و«أهلُ السَّوادِ» [خ¦13/25-1563] هو ما حول كلِّ مَدينةٍ من القُرَى، وكأنَّها الأشخاصُ والمَواضعُ العامِرَة بالنَّاس والشَّجرِ بخِلافِ ما لا عمارَة فيه، وقوله: «إذا كان البياض تَبَعاً للسَّواد» يعني: الأرض التي لا شجرَ فيها، والأرضَ التي غلَب عليها الشَّجر.
          وقوله: «وجَعَلوا سَواداً حَيساً»؛ أي: شيئاً مجتمعاً يعني: الأزوِدَةَ.
          وقوله: «وأُتي بِسَوادِ بَطنِهَا» [خ¦2618] قيل: الكبد خاصَّةً، وقيل: حشوَة البَطنِ كلِّها.
          قوله: «لَتعُودنَّ أَساوِدَ صبَّاً» قال أبو عُبيدٍ: يعني: حيَّات الأسوَد؛ حيَّة فيها سوَاد، وهو أخبَث الحيَّاتِ، وقال ابنُ الأعرابيِّ: معناه: جمَاعَات، جمع سَوادٍ من النَّاسِ؛ يعني: فرقاً مختَلِفَة وتقدَّم الصَّبُّ في الصَّاد وهي التي تنهَش ثمَّ تنصب ثانية فتَنهَش.
          وقوله: «أَنا سَيِّدُ النَّاسِ» [خ¦4712] السَّيِّد الذي يفُوق قومَه، وهي السِّيادةُ والسُّؤدُد، وهي الرِّياسةُ والزَّعامَةُ، ورفعَةُ القَدْرِ؛ لأنَّه صلعم سيِّد ولد آدمَ في الدُّنيا والآخرةِ.
          وقوله: «قُومُوا إلى سَيِّدكُمْ» [خ¦3043]؛ أي: زَعِيمكُم وأفضلِكُم.
          وقوله: «إنَّ ابنِي هذا سَيِّد» [خ¦2704] لفَضلِه وعلوُّ قَدرِه، ولِمَا حقن من دماء النَّاسِ، وسكَّن من ثورَان الفِتنَةِ، والسَّيِّد الحليمُ لا يستَفِزُّه غضبُه، وسيِّد المَرأةِ بعلُها، والسيِّدُ أيضاً الكريمُ، والسيِّدُ المالكُ.
          و«الحَبَّةُ السَّودَاء» [خ¦5687] الشُّونِيزُ، ويقال: شئنِيزُ، وكذا فسَّرنا الشُّونِيز، وقال الحسَنُ: هي الخردَلُ، حكاه الحربي عنه، / وحكى ابنُ الأنباريِّ: أنَّها الحبَّة الخضْراءُ، واختُلِف في الحبَّةِ الخَضْراءِ، فقيل: هو الشُّونِيزُ، والعربُ تُسمِّي الأخضَر أسوَدَ وبالعَكسِ، وقيل: الحبَّةُ الخضرَاء ثمرُ البُطْم، وقيل: الضِّرْو، وقيل: الحبَّة الخَضْراء الرَّازِيانِج، وهو حطبُ البَسباسِ.
          و«ما لنا طعامٌ إلَّا الأسْوَدين» [خ¦2567] هو التَّمرُ والماءُ.
          وقوله: «يَطأُ في سَوَادٍ» يعني: إنَّ هذه الأعضاء المَذكُورة منه سُوْدٌ.
          2081- قوله: «فَكدْتُ أُسَاوِرُهُ» [خ¦4992] قال الحربيُّ: أخَذ برَأسِه، وقال غيرُه: أواثِبُه، وهو أشبَه بمَساقِ الحَديثِ(2)، قال النَّابِغةُ(3) :
فبِتُّ كأنِّي ساوَرَتنِي ضَئِيلَة                     .....................
          أي: واثَبتنِي، وروَاه بعضُهم عن القابِسيِّ: «أثاوِرُه»، والمَعروفُ بالسِّينِ.
          وقولها: «ما خلا سَوْرَة حِدَّةٍ»؛ أي: ثورةً وعجلة من حِدَّة خُلُق، وقيل: سكرَة غضَب، قال الحربيُّ: كأنَّه يُصِيبها عند الغَضبِ ما يُصِيب شارب الخَمرِ، والسُّوارُ بضمِّ السِّين دبِيبُ الشَّرابِ في الرَّأسِ.
          وقوله: «ورأيتُ في يَدَيَّ أُسوارَينِ من ذَهبٍ»، وفي رِوَايةٍ: «سِوارَينِ» [خ¦3621]، وهما بمعنًى، سُوار وسِوار، وإِسوار بالكَسرِ لا غير، وأما الإسوار بالضَّمِّ والكَسرِ فمن أساوِرَة الفُرسِ، وهو الرَّامي، وقيل: القائدُ بضَمِّ أوَّلهِ ويكسرُ.
          وقوله: «فتَساوَرتُ لها رَجاءَ أَن أُدعَى لها»؛ أي: تطاوَلت، من سور البناء.
          وقوله: «تَسوَّرتُ جِدارَ حَائطِ أبي طَلحَةَ» [خ¦4418]؛ أي: علَوْته ودخَلْت الحائطَ منه، ومثله: «من تسوَّر ثنِيَّة المُرارِ»؛ أي: علَاها واقتَحَمها، ومنه: {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [ص:21].
          وفي حديثِ النُّطفةِ: «ثمَّ يَتَسَوَّر عليها المَلَكُ»؛ أي: يدخُل عليها من مَدخَل أعلا؛ إذ لا يكون التَّسوُّر إلَّا من فوق.
          2082- قوله في التَّفسيرِ: «ويُسَاطُ بالحَمِيمِ» [خ¦65-7035]؛ أي: يخلط، ومنه سُمِّي السُّوط بخلطه اللَّحمَ بالدَّمِ، والسَّوطُ اسم العَذابِ، قاله الفَرَّاءُ، وعندي: أنَّه سُمِّي سُوطاً لمُخالَطتِه الجِسمَ وتخلُّل ألمه فيه.
          2083- قوله: «تُسَوِّلُ إِليَّ نفسي» [خ¦6830]؛ أي: تُزيِّن، ومنه: تَسوِيلُ الشَّيطانِ.
          2084- قوله: «في سَائِمَة الغنَمِ» هي الرَّاعِية، سامَت رعَت، وسوَّمتها وأسَمْتُها، قال الله تعالى: / {فِيهِ تُسِيمُونَ}[النحل:10].
          قوله صلعم: «لا يَسم أحدُكم على سَومِ أَخيهِ» [خ¦2727]؛ أي: لا يطلب الشِّراء على شراء أخيه، قال القاضي: هو أن يزيدَ عليه في ثمَنِ السِّلعةِ أو يخبِّب بائعها، وذلك عندَنا بعد التَّراكُن إلى تمامِ ما بينَهُما لا في الابتِدَاء، وهو من الطَّلبِ، من قَولِه: سامَه كذا؛ أي: طلَبَه منه، وحمَّله إيَّاه، وقد يكون من العَرضِ أيضاً، «أَكَلَ وما سامني»؛ أي: وما عرَض عليَّ، كأنَّه يعرِضُ المُشتَرِي سِلعَة أُخرَى أو ثمناً آخَر.
          2085- قوله: «فَلمْ يَجدْ مَسَاغاً» [خ¦509]؛ أي: مسلَكاً، ساغ الطَّعامُ والشَّرابُ سَهْلٌ في مَسلَكِه، سوغاً وسيغاً وإساغَة(4)، ومنه شرَاب سائغٌ سهلٌ لشارِبِه، {وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ}[إبراهيم:17] ضِدُّه، وسوَّغته كذا وأسَغْته ترَكْته له ومكَّنتُه منه.
          2086- قوله: «كم سُقتَ إليها؟» [خ¦3780]؛ أي: أمهَرْتها، والسِّياقةُ مهرُ المَرأةِ، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّ أكثرَ صَدقاتِ العَربِ الماشِيَة، وهي أكثر أموالهم، فكانوا يمهرُونها النَّساءَ، فيسُوقُونها إلى مَنزلِها.
          وقوله: «وسَوَّاقٌ يَسُوقُ بِهِنَّ»؛ أي: حاد يحدُو يسُوقُهنَّ بحُدائه أمامه، وسوَّاق الإبل يقدَمُها.
          ومنه: «رُويدَكَ سَوقكَ بالقَوارِير» [خ¦6202]؛ أي: أورد في سَوقِك، وسائقُ الدَّابةِ
          هو الذي يقدمُها أمامَه.
          قوله: «يُرَى مُخُّ سُوقِها(5)» [خ¦3245] جمع ساق.
          قوله: «ذو السُّويقَتَين» [خ¦1591] تصغِيرُ ساقَين، صغَّرهما لرِقَّة أَسْؤُق السُّودان في الغَالبِ؛ ولذلك قال: «حَمْش السَّاقَين»، وقوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} [القلم:42]؛ أي: شِدَّة أمرٍ وهَولٍ، قاله ابنُ عبَّاسٍ، وهو قول أهل اللغة.
          و«السَّوِيقُ» [خ¦2981] قمحٌ أو شعيرٌ يُقلَى ثمَّ يُطحَن فيُتزوَّد، ويُستفُّ تارَةً بماءٍ يُثَرَّى به، أو بسَمنٍ، أو بعَسلٍ وسَمنٍ، قال ابنُ دُريدٍ: وبنو العَنبرِ يقولونه بالصَّاد.
          وقوله: «إذا جاءَت سُوَيقَةٌ» يعني: تجارَةً، كما قال تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً} [الجمعة:11]، وسُمِّيت التِّجارةُ سُوقاً؛ لأنَّها تُجلبُ إلى السُّوقِ، وسُمِّي السُّوق سُوقاً؛ لقيام النَّاسِ غالباً فيه على سُوقِهِم، وقيل: بل لأنَّ المَبيعاتِ تُساقُ إليها. /
          2087- قوله: «كانَت بنو إِسرَائيلَ تَسُوسُهم أَنبِيَاؤُهُم» [خ¦3455] السِّياسةُ القِيامُ على الشَّيءِ والتَّعهُد له بما يُصلِحُه، ومنه: سِياسةُ الدَّوابِّ.
          2088- «سواء» بمعنَى: وسَط، وبمعنَى: حذاء، وبمعنَى قصد، وبمعنَى: مُستوٍ، وبمعنَى: عدل، و«سِوى» غير مُنوَّن بمعنَى غير، وقد يجيء (سَواء) بالفَتحِ والمدِّ بمعنى غير كقَولِ الشَّاعرِ(6) :
.....................                     وما قصَدت من أَهلِها لِسوَائكا
          وقوله: «حتَّى سَاوَى الفَيءُ التُّلولَ» [خ¦629]؛ أي: ساوَى امتدادُه ارتفاعَها، وهو قدرُ القَامةِ، وقال الدَّاوديُّ: معناه: إنَّ الظِّلَّ غطَّى المكانَ كلَّه، وارتَفَع مع الجانبِ الآخرِ، وهذا وهمٌ، وإنَّما يصِحُّ هذا الذي قال بعد العَصرِ.
          وقوله: «فلمَّا استَوتْ بهِ على البَيدَاءِ»؛ أي: استقَلَّت قائمَة، كما قال: «انبَعَثتْ به رَاحِلتُه». [خ¦166]
          وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الرعد:2] قال ابنُ عرفَةَ: الاستِواءُ هنا القَصدُ والإقبالُ، يعني: فعَلَ فيه أو به فِعلاً، وهو نحو قَولِ الأشعريِّ: فعَل فِعلاً سمَّى به نَفسَه مُستَوِياً، وقيل: هو إظهارٌ لآياتِه لا مكانٌ لذَاتِه، وقال بعضُهم: يفعَل ما يشَاء، يُروَى عن الأوزاعيِّ، وقيل: استَوَى عَلَا(7)، وقال أبو العالِيَة: ارتَفَع، وقيل استَوَى بمعنَى العلُوِّ بالعَظمةِ، وقيل: قهَر، وقيل: علَا بذَاتِه، وقيل: استَوَى على العَرشِ؛ أي: هو أعظَم شأناً من العَرشِ، وقيل استَوَى استَوْلَى، وقيل: قَدِرَ، وأنكَر هذين القَولَين غيرُ واحدٍ؛ لأنَّ القُدرةَ من صِفات الذَّات ولا يصِحُّ فيها، وقيل: العرشُ هاهنا المُلكُ؛ أي: حوَى عليه وحازَه، وقيل: استَوَى راجِعٌ إلى العَرشِ؛ أي: استَوَى به العَرشُ؛ أي: بقُدرتِه وسُلطانِه.
          وقيل: استَوَى من المُشكِل(8) الذي لا يعلَم تَأوِيلَه إلَّا الله، والتَّصديقُ والتَّسليمُ والتَّفويضُ في عِلْمِه إلى الله تعالى، وهو مَذهبُ الأشعريِّ وعامَّة العُلماءِ، وقد سُئِل مالكُ عن كيفِيَّة الاستِوَاء فقال: الكَيفِيَّة غير مَعقُولة، والاستِوَاء مَعلُوم، والسُّؤالُ عن هذا بِدعَة، وهذا خيرُ جَوابٍ عن مِثْل هذا.
          وكذَلِك قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} [البقرة:29]؛ أي: قصَد، كما قال ابنُ عرفَةَ، وقيل: صعَد أمرُه. /
          وقوله: «سَوِيٌّ أو غير سَوِيٍّ» السَّوِيُّ المُعتدِل الخَلقِ التَّامُّ، ضِدُّ النَّاقص والمعوجِّ.


[1] في «المشارق» ونسختنا من البخاري: (كثيراً).
[2] زاد في (ن): (قيل: عاجله بالعقوبة).
[3] صدر بيت تمامه كما في «ديوانه»░73▒:
~..................                      مِن الرَّقش في أنيابها السُّمُّ ناقعُ
[4] في (ن): (وسياغة)، وفي «المشارق»: (وأساغه).
[5] في (س): (سوقهن)، وفي «المشارق»: (سوقهما).
[6] عجز بيت للأعشى، صدره كما في «ديوانه» ░241▒:
~تَجانَفُ عَنْ جُلِّ اليَمَامَةِ نَاقَتي                     .....................
[7] زاد في (س): (وقال مجاهد: علا على العَرشِ، وهذا هو المَذكُور في كتاب التَّوحيدِ من البُخاريِّ)، وهذه الزِّيادةُ ليست في «المشارق» ولا في بقِيَّة الأصول.
[8] في (ن): (المتشابه).