مطالع الأنوار على صحاح الآثار

السين مع اللام

          السِّين مع اللَّام
          2031- «سلَبُ القَتيلِ» [خ¦3142] ما أُخِذ عنه مِن لباسٍ وآلةِ حَربٍ، وسلَبُ الشَّاةِ جِلدُها إذا سُلِخ، كلُّه بفَتحِ اللَّامِ.
          2032- و«السُّلت» حَبٌّ بين البُرِّ والشَّعيرِ لا قِشرَ له.
          قوله: «وأمرَنا أن نَسلُتَ القَصعَةَ» هو مَسحُها بالأصبعِ مثل اللَّعقِ.
          «سلَت الدَّم عن وَجهِه» مسَحَه بيَدِه، وكذا العرق، ومنه حديثُ أمِّ سُليمٍ حيث «سلَتتِ العرقَ من النَّطعِ» كانَت تأخذُه بأصبعها.
          2033- قوله: «فتَلْقَاها مَسالحُ الدَّجالِ» جمعُ مَسلَحة؛ وهم القَومُ يُعدُّون بالسِّلاح في طَرفِ الثَّغرِ، وقد تُسمَّى الثُّغورُ أيضاً مَسالح لذلك، ومنه في حديثِ الهِجْرةِ: «فكان مَسلَحةً له». [خ¦3911]
          وجاء ذكر «السُّلَحفَاة» [خ¦72/12-8175] بالهاء عند الكافَّة، وعند عُبدُوسٍ: «السُّلَحُفَى» بغير هاءٍ، وكذا ذكَره أبو عليٍّ في المقصُور بفتح اللَّامِ، وهو قولُ الأصعميِّ، وغيرُ الأصمعيِّ يسكِّن اللَّام فيقول: سُلْحَفاة، وذلك غير معرُوف، / قال: ويقال: سُلَحْفِيةٌ.
          2034- قوله: «فوَجد سَلْخ حَيَّةٍ» [خ¦3310] هو جِلدُها.
          و«السَّلِيخَة» زيتُ البانِ قبلَ أن يطِيبَ.
          2035- قوله: «سلَك يدَه في فِيهِ»؛ أي: أدخَلَها، قال تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر:42].
          2036- قوله: «فانسلَّ بَعيرُهُ»؛ أي: خرَج ولم يحسَّ به، ومنه في الجنُبِ: «فانسلَّ» [خ¦4727]، ومنه: السَّلَّةُ السَّرِقةُ؛ لأنَّها تُؤخَذ في خِفيَةٍ.
          قوله: «لأَسُلَّنَّكَ منهم» [خ¦3531]، وكذلك: «فانسَلَلت» [خ¦285] وشِبهه؛ أي: انصرَفت عنه من غير أن يشعُر، وقال بعضُهم معناه: أسرَعت، من النَّسَلَان، وهو مُقارَبة الخَطوِ، ولم يقل شيئاً؛ لأنَّ النُّون هنا أصلِيَّة واللَّام غير مُضاعفةٌ.
          2037- قوله: «فأخَذَهم سَلَماً» بفتح السِّين واللَّامِ، كذا ضبَطَه بعضُهم، وضبَطْناه عن الأكثَرِ بسُكونِ اللَّام، والأوَّل أشبَه، ومعناه: أسرَى(1)، والسَّلَم الأسيرُ؛ لأنَّه أُسلِم وتُرِك، والسَّلْمُ والسِّلْم الصُّلحُ، وكذا السَّلام.
          وقوله: «فأَقدَمهم سِلْماً»؛ أي: إسْلاماً.
          و«السَّلَم» [خ¦2248] في البَيعِ، و«السَّلَف» [خ¦2242] سَواء، وهو تقديمُ الثَّمنِ في مَضمُونٍ إلى أجلٍ، مُشتَقٌ من التَّسليمِ، وهو إسلامُ الشَّيءِ ودَفعُه، والسَّلفُ من التَّقديمِ، سلَف: مضَى وتقدَّم، والسَّلفُ أيضاً القرضُ.
          ومنه: «نهَى عن بيعٍ وسَلفٍ»، و«عن سَلفٍ جرَّ مَنفَعَة»، و«السَّلف من الطَّعام» كلُّ ذلك من التَّقديمِ، لأنَّه قدَّم شيئاً، وسَلَفُ الرَّجلِ مُتقدِّم آبائه، وأسلَفْت قدَّمْت.
          و«السَّلام» من أسماء الله ╡، ذو السَّلامةِ من كلِّ نَقصٍ، وهو اختيارُ ابنِ فُورَك، وقيل: الذي سلِم خَلْقه من ظُلمِه، حكاه الخَطَّابيُّ، ومعناه: أنَّه لا يَتصِف بالظُّلمِ، وقال أبو المعالي: مُسلِّم عبَاده من الهَلاكِ، وقال القُشيريُّ: مُسلِّم المُؤمنِين من العَذابِ وقيل: المُسلِّم على مُصطفَى عبادِه بقوله: {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل:59]؛ أي: ذو السَّلام، وقيل: المُسلِّم على المُؤمنِين في الجنَّة، لقوله: {سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} [يس:58].
          وأمَّا «السَّلامُ» من الصَّلاةِ، ومن التَّحِيَّة، فهما بمعنَى السَّلامةِ لك ولكم، والسَّلامَة والسَّلام كالرَّضاعَة والرَّضاع، فكأنَّ المُسلِّم إذا سلَّم على غيرِه أعلمَه أنَّه مُسالِم له لا يخافُه، وقيل معناه: الدُّعاء له بالسَّلامةِ، وقيل معناه: «السَّلام علَيكُم»؛ أي: معَكُم، وهو الله سُبحانَه وتعالى، كما يقال: الله حافِظُكم وحائِطُكم، / وحِفظُ الله علَيكُم، وفي خبَرٍ: «السَّلامُ من أَسماءِ الله فأفشُوه بَينكُم».
          وقوله صلعم: «إلَّا أنَّ الله أعَانني عليه فَأسْلم» بضمِّ الميمِ وفَتحِها رَوَيناه، فبالضَّمِّ يَسلَم منه النَّبيُّ صلعم، وبالفَتحِ أسلَم القَرينُ؛ أي: آمَن بالله ورسُولِه، وقد رُوِي في غَيرِ هذه الكتُبِ: «فاستَسْلَم».
          وقوله: «ما كان من أرضِ سَلْمٍ ففيهِ الزَّكاة(2)» [خ¦24/66-2360] بفتحِ السِّين؛ ومعناه: أرض إسْلامٍ، وكذا جاء في رِوايَة النَّسفيِّ: «أرض الإسْلامِ»، وعند الجُرجانيِّ: «أرض مُسلمٍ»، وعند أبي ذرٍّ: «أرض السَّلام(3)».
          وقوله: «أسْلَمُ سَالمهَا الله» [خ¦1006] مُجانَسَةٌ في الكَلامِ؛ لأنَّ مَن سَالمتَهُ لم يرَ منك ما يكرَه، فكأنَّه دعا لهم بأن يصنَع الله لها ما يُوافِقُها، ويكون «سَالمهَا» بمعنى: سلَّمها، وجاء فاعل بمعنى فعَّل كما قال: قاتَلَه الله بمعنى قتَلَه، قلت: وهذا التَّسلِيم هو هُداها إلى أن أسلَمَت، فسَلِمَت من القَتلِ والسَّبيِ.
          وقوله: «إن سَيِّدَ الحيِّ سَليمٌ» [خ¦5007]؛ أي: لديغٌ، سُمِّي سليماً تفاؤُلاً لسَلامتِه، وقيل: لاستِسْلامِه لِمَا نزَل به.
          وقوله: «أسلِم تسلَم» [خ¦7] أصلُ الإسْلامِ الانقيادُ، وهو ظاهرٌ يتعَلَّق بالجَوارحِ، ومنه: ظاهرٌ وباطنٌ، فيكون إسلاماً وإيماناً، والإيمانُ أصلُه التَّصديقُ، فإذا اجتَمَعا كان مُسلِماً مُؤمِناً، وكِلاهُما طاعَةٌ وانقِيادٌ.
          وقوله: «إنَّ الرَّجلَ ليُسْلِم ما يريد إلَّا الدُّنيا، فما يُسلِم حتَّى يكون الإسلامُ أحبَّ إليه من الدُّنيا وما فيها»؛ أي: ينقاد ظاهِراً طلباً للدُّنيا، أو يحِبُّ الدُّخول في الإسلامِ طلباً للدُّنيا، فما يَلتَزِمه وينقاد له ويتمكَّن في قَلبِه إلَّا وقد صرَفه عن الدُّنيا إلى الآخرةِ.
          وقوله: «فأقدَمُهم سِلماً»، كذا روَاه مُسلِم في حديثِ ابن أبي شيبَةَ؛ أي: إسلاماً، وفي رِوايَة غَيرِهم: «أقدَمُهم سنَّاً»، وفي الحديثِ الآخرِ: «أكبرُهم سنَّاً»، وهذه تعضد الرِّواية الأخرة.
          قوله: «فاستَلَم الحجرَ» قال الأزهريُّ: هو افتِعالٌ من السَّلام، كأنَّه حيَّاه بذلك، وقيل: هو افتعال من السِّلام بكسر السِّين، وهي الحِجارةُ، ومعناه: لمسَه، كما يقال: اكتحل من الكحل.
          وقوله: «عند سَلِمات الطَّريقِ» [خ¦488] بكَسرِ اللَّام حيث وقَع ضبَطَه الأصيلي، / قيل: حِجارتها جمع سلِمة بالكَسرِ، وضَبَطه غير الأصيليِّ بفَتحِ اللَّام جمع سلَمة بالفَتحِ، وهي واحدة السَّلَمِ، وهي شجرة القَرَظِ من العِضاهِ، وقال الدَّاوديُّ: «سلَمات الطَّريقِ» التي تتفرَّعُ من جَوانبِه، وهذا غير مَعرُوف.
          وقوله: «على كلِّ سُلَامى من النَّاس صدَقَة» [خ¦2891]؛ أي: كلِّ عظمٍ ومَفصلٍ، وأصلُه عِظامُ الكَفِّ والأكارع، وقد جاء هذا الحديثُ مُفسَّراً، فذَكَر ثابتٌ في «دلائله»: عنه صلعم: «لابنِ آدمَ ثلاث مئة مَفصلٍ وسِتُّون مَفصلاً، على كلِّ مَفصلٍ صَدقَة».
          قوله في «كتاب التَّفسيرِ» من البُخاريِّ في حديثِ كَعبٍ: «ولا يُكلِّمُني أحدٌ منهم ولا يُسَلِّمنِي»، كذا لبَعضِهم، وسقَطت اللَّفظة عند الأصيليِّ [خ¦4418]، والمَعروفُ أنَّ السَّلامَ إنَّما يَتعدَّى بحرفِ جرٍّ إلَّا أن يكون إتباعاً ليكلمني فله وَجهٌ، ويَرجِع إلى معنى من فسَّر السَّلام: فإنَّك سَلِمٌ منِّي، وله وَجهٌ.
          2038- و«السَّلفُ» [خ¦2220] العملُ الصَّالحُ يُقدِّمه، ومنه: «واجعله فَرَطاً وسَلفاً» [خ¦23/65-2108]؛ أي: خيراً مقدَّماً نَجِده في الآخرةِ.
          وقوله: «حتَّى تنفردَ سَالفَتي» [خ¦2731] [خ¦2732]؛ أي: تَنقَطِع عنُقِي، وتنفرد عن رَأسِي، والسَّالفة أعلى العنُق، ويقال: السَّالِفتان جانبا العنُق، وقيل: السَّالِفةُ حبلُ العنُق، وهو العرقُ الذي بينه وبين الكتفِ.
          2039- قوله صلعم: «ليس منَّا من سَلَقَ»؛ أي: رفَع صوتَه عند المُصيبةِ، وقال ابنُ جُريجٍ: هو خمش الوَجهِ وصكُّه، والسَّلْقُ القشرُ، ويقال في هذا كلِّه بالصَّادِ أيضاً.
          و«أُصول سِلْقٍ» [خ¦1349] بكَسرِ السِّين بقلَة مَعرُوفة.
          2040- قوله: «أيُّكُم يجيء بِسَلَا جَزورِ بني فُلان» هو في البهائمِ كالمَشِيمَة لبني آدمَ، ومنه قول البُخاريِّ في تَفسيرِ الأقراء: «ما قَرَأتْ سَلاً قطُّ؛ أي: ما جمعت ولَداً» [خ¦65-6924] يعني: النَّاقةَ.


[1] في (س): (أسرهم).
[2] في نسخ البخاري: (ما كان من أرض السلم).
[3] في (س): (أرض السلم).