مطالع الأنوار على صحاح الآثار

السين مع الفاء

          السِّين مع الفَاء
          2063- «في سَفحِ الجَبلِ» [خ¦4971] بفتح السِّينِ، وهو عَرضُه، وصفحُه جانِبُه.
          2064- قوله: «بعدَما أَسفَرَ»؛ أي: أضَاء الجوَّ وابتَدَأ الإسْفَار، والأصلُ: البيان، يقال منه: سفر وأسفر، ومنه: «أَسفِرُوا بالفَجرِ»؛ أي: صلُّوها بعد تبيُّن وقتها وانتشار ضَوءِ الفَجرِ، ولا تبادِرُوا بها أوَّل مبادئ الفَجر قبل تبيُّنه، هذا مَذهبُ الحجازيِّين في أنَّ أوَّل وَقتِها أفضَلُ، والعراقِيُّون يَذهَبون إلى أن أفضَل أوْقاتِها الإسفار البيِّن في آخر وَقتِها.
          وقوله: «إنَّا قومٌ سَفْرٌ» جمعُ سَافرٍ كرَكبٍ لكنَّهم لم يَتكلَّموا بسَافرٍ، وسَافَر أيضاً شاذٌّ في الأفعالِ فما وقَع في باب فاعل من فِعلٍ واحدٍ، وأكثَر هذا المثال إنَّما يكون من اثنَين.
          وقوله: «وعَمِلَت لهما سُفْرَةً» السُّفرةُ: طعامُ المُسافرِ، وبها سُمِّيت الآلَة التي يُعمَل فيها سُفرةً إذا كانَت من جِلْدٍ، ومنه قوله: «إنَّكم تأكُلُونَ على السُّفَرِ». [خ¦5386]
          2065- «اليَدُ العُليَا خَيرٌ مِن اليَدِ السُّفلَى» [خ¦1427]
          فسَّرها في الحديثِ أنها: «السَّائِلة»، ورُوِي عن الحسَن: أنَّها المَانِعَة، ومَذهبُ المُتصوِّفة أنَّها المُعطِيَة.
          2066- قوله: «فَأَلقَتنَا سَفِينتُنَا إلى النَّجَاشِيِّ» [خ¦3136]، كذا في رِوايَة بَعضِهم عن القابِسيِّ، ولسائرِهِم: «سَفِينتَها».
          2067- قوله: «سَفْعَاءُ الخَدَّينِ» هو شحُوبٌ وسَوادٌ في الوَجهِ، وفي «البارع»: هو سواد الخدَّين من المَرأةِ الشَّاحِبة، وقال الأصمعيُّ: هي حمرةٌ / يعلُوها سوَادٌ، يقال فيه: بفَتحِ السِّين وضَمِّها، أعني سَعفة وسُفعة، ومنه قوله: «أرى بوَجهِك سَفعَةً من غضَب»، ومنه: «وعندها جارِيَة بوَجهِها سَعفةٌ» [خ¦5739] فسَّرها في الحَديثِ: «قال: يعني بوَجهِها صُفرَة» كذا نصُّه في «صَحيحِ مُسلمٍ»، وهذا غير مَعُروف في اللُّغةِ، وقيل: معناه عَلامَةٌ من الشَّيطانِ، وقيل: ضَربَةٌ وأخذةٌ من الشَّيطانِ من قوله تعالى: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} [العلق:15] سفَعتُ بالنَّاصِية قبَضتُ عليها، وسفَعْته لطَمْته، وسفَعْته بالعصا ضرَبْته، وأصلُ السَّفعِ الأخذُ بالنَّاصيةِ، ثمَّ استُعمِل في غَيرِها، وقيل في قوله: ▬لَنَسْفَعَنْ↨: لنَأخُذَنَّ بها ونجذبه بها، وقيل: لنُسوِّدنَّ وجَهَه ولنُزرقَنَّ عينيه حتَّى يكون ذلك عَلامَة له، فاكتفى بالنَّاصيةِ عن ذكر الوَجهِ، وقيل: لنُذِلنَّه.
          قوله: «بعدَ ما مَسَّهُم منها سَفْعٌ» [خ¦6559] يعني: النَّارَ؛ أي: سواد من لَفحِها.
          2068- قول البُخاريِّ: «{أَكْلًا لَّمًّا}[الفجر:19] السَّفُّ» [خ¦65-7299] الإكثارُ، والأكلُ الشَّديدُ، فقَولُه «السَّفُّ» إشارَة إلى هذا، وإنَّما استُعمِل «السَّفُّ» في الشُّربِ.
          وقوله: «إذا شرِبَ استَفَّ» كذا عند مُسلمٍ والأصيليِّ بالسِّين المُهملةِ، وهو الإكثارُ من الشُّربِ، وقال أبو زَيدٍ: سففت الماء إذا أكثَرت من شربه ولم تَروَ، وروَاه بعضُ رُواةِ البُخاريِّ: «اشتفَّ» [خ¦5189] بالمُعجمةِ، وهو قريبٌ من الأوَّلِ، وهو الاستِقْصاء في الشُّربِ، مَأخُوذ من الشَّفافةِ، وهي البقِيَّة تبقى في الإناءِ فإذا شرِبَها صاحِبُها قيل: اشتَفَّ.
          2069- قوله: «السَّفقُ بالأسْواقِ» بالسِّينِ، والصَّادِ [خ¦118]، وهو أكثَر وأعرَف في الحديثِ وكتُبِ اللُّغةِ، وهو المُبالَغة فيها، وأصلُه عقدُ البَيعِ وضربُ يدي المُتبايِعَين بعضها ببعضٍ، وهي صفقةُ البيعِ، ولكنَّهم قالوا: ثوبٌ صفِيقٌ وسفِيقٌ، وهذا لا يُنكَر من أجل القاف.
          2070- قوله: «سَفِه الحقَّ»؛ أي: جهِلَه، وكذلك: {سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة:130]؛ أي: جهِلَها، ولم يُفكِّر فيها، وقيل معناه: «سفَّه الحقَّ» مُشدَّد الفاء؛ أي: رآه سفَهاً وجهْلاً، والسَّفيهُ الجاهلُ الخفيفُ العَقلِ.