مطالع الأنوار على صحاح الآثار

السين مع الحاء

          السِّين مع الحَاء
          1993- قوله: «سُحِبُوا إلى القَلِيب» [خ¦520]؛ أي: جرُّوا، و«من يَسْحَبُك بِقُرُونِك» يجرُّك بشَعرِك، وكلُّ مجرُورٍ مَسحوبٌ، وبه سُمِّي السَّحابُ لانجِرَارِه.
          1994- قوله: «فإنَّها سُحتٌ» [خ¦37/16-3550] بضَمِّ الحاء وإسكانها، وهو الحرامُ، سُمِّي بذلك؛ لأنَّه يَسْحَتُ المال؛ أي: يذهَب ببركَتِه، وقوله: {فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ}[طه:61]، يقال: سَحَتَه وأسحَتَه.
          1995- قوله: «سحَّاءُ اللَّيلَ والنَّهارَ» [خ¦4684]؛ أي: صبَّاً.
          1996- قوله: «بين سَحْرِي ونَحْرِي» [خ¦1389] السَّحرُ: الرِّئةُ، تريد ما بين جَوفِي ونَحرِي، يقال: السَّحرُ الرِّئةُ بضمِّ السِّين وفَتحِها، وقال الدَّاوديُّ: سَحْرُها ما بين ثديَيها، وهو تفسيرٌ على المعنَى والتَّقريبِ، وإلَّا فهو ما قدَّمناه، وقال بعضُهم: «شجري _بالجيم والشين_ ونحْري» ومعناه: بين تَشبيكِ يديَّ وصَدرِي.
          قوله: «إنَّ مِن البَيانِ لَسِحْراً» [خ¦5767] قيل: إِنَّه أورَدَه مورِد الذَّم لشبهه بعمل السِّحر؛ لغَلبِه(1) القلوب وخَلبهِ الأفئدة، وتزيِينه القَبيحَ، وتَقبِيحه الحسَن، وأصلُ السِّحرِ في كلام العَربِ الصَّرفُ، ومنه: سحَرَك فلان؛ أي: صرَفَك وصيَّرك كمَن سُحِر، ويشهَدُ له قوله: «ولعلَّ بعضَكم أنْ يكون أَلْحن بحُجَّته من بعضٍ» [خ¦6967] الحديثَ؛ أي: يكسب به صاحبه من الإثم ما يكسِبُه السَّاحرُ بعَملِه.
          وقيل: إنَّه أورَده مَورِد المَدحِ؛ أي: تُمال به القُلوب، ويُترضَّى به السَّاخط، ويُستنزَل به الصَّعب، ولذلك قالوا فيه: السِّحرُ الحَلالُ، ويشهَد له قوله في نَفسِ الحديثِ: «إن من الشِّعرِ لحِكْمَة». [خ¦6145]
          وذكر «السَّحُور» [خ¦30/18-3004] هو بفَتحِ السِّين اسمُ ما يُؤكَل في السَّحرِ، وكذلك الفَطُور اسمُ ما يُفطَر عليه، وبالضَّمِّ اسمُ الفِعْلِ، وأجاز بعضُهم أنْ يكون اسمَ الفعلِ بالوَجهَين، والأوَّلُ أشهَرُ / وأكثَر.
          1997- و«السَّحُولية» [خ¦1264] بفتح السِّين مَنسُوبة إلى سَحُول قريَة باليَمنِ، وقال ابنُ وهبٍ وابنُ حَبيبٍ: السَّحول القطنُ، وقال ابنُ الأعرابيِّ: هي بيضٌ نقِيَّة من القطنِ خاصَّة، قال: والسَّحلُ الثَّوبُ النَّقيُّ من القُطنِ(2)، وقد جاء في البُخاريِّ في «باب الكَفنِ بغير قَميصٍ» مُفسَّراً بهذا فقال: «ثلاثةُ أثوابٍ سَحُول كُرسُفٍ» [خ¦1217]، وهو القطنُ، وقال القُتبِيُّ: سُحول بالضَّمِّ جمع سَحْل، وهو: ثوبٌ أبيَض، ووقَع في كتاب مُسلمٍ من رواية السَّمرقَنديِّ: «أثوابٌ سُحُول»، فمن فتَح السِّين أضاف الأثوابَ وأراد المَوضِع، ومن ضمَّها نوَّن وأراد صِفَة الأثوابِ، وأراد أنَّها قطنٌ أو أبيضُ.
          وقوله: «ساحلُ البَحرِ» [خ¦122] هو شطُّه وشاطِئُه وسِيفُه.
          1998- قوله في حديثِ المُحرَّق: «اسحَكُوني أو قال: اسحَقُوني» [خ¦7508]، كذا في بَعضِ الرِّواياتِ، وهو بمعنىً.
          وفي رِوايَةٍ عن أبي ذرٍّ: «أو قال: اسهكوني»، وهو بمعنى «اسحَقُوني».
          وفي رِوايَة عُبدُوس بنِ محمَّدٍ: «أو اشحَطُوني»(3)، وهذا لا وجه له، وكذلك من قال: «اسكهوني» بتَقديمِ الكافِ.
          1999- قوله: «إنْ جاءَت به أَسْحَم» [خ¦4745]؛ أي: أسوَد شديد السَّواد، قال الحربيُّ: هو الذي لونُه كلَونِ الغُرابِ.
          وقوله: «اّْحمِلْني وسُحَيماً» عرَّض بأنَّه اسمُ رجُلٍ وأراد الزِّقَّ؛ لأنَّه أسوَد، والسُّحمةُ: السَّوادُ، والسُّحامُ: السَّوادُ.
          و«ابنُ السَّحماءِ» [خ¦2671] هو اسمُ أمِّه، وقيل: صِفَة لها؛ لأنَّها كانَت سَودَاء.
          2000- في تَفسيرِ قَولِه: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم}[الفتح:29]: «السّحْنة» [خ¦65-7095] بكَسرِ السِّين وسكون الحاء، كذا قيَّده أبو ذرٍّ، وقيَّده الأصيليُّ وابنُ السَّكنِ بفتح السِّينِ والحاءِ معاً، وهذا هو الصَّوابُ عند أهلِ اللُّغةِ، وكذلك حكاه صاحبُ «العين» وغيرُه، وقال ابنُ دُريدٍ وغيرُه: السَّحَنة مَفتُوحة الحاء ولا تُسكَّنُ.
          قال ابنُ قُتيبَةَ: العامَّة تُسكِّنُه، وهو لينُ البَشرةِ والنِّعمة في المَنظرِ، وقيل: الهيئة، وقيل: الحال، ويقال لها: السَّحْناء أيضاً، وعن اللِّحيانيِّ: السِّحَنة والسَّحَنة والسَّحَناء، وحكَى الكِسائيُّ: السِّحْنة، وحكَى أبو عليٍّ: السَّحَناء، وحكاه أبو عُبيدٍ عن الفَرَّاءِ.
          وعند القابسيِّ وعُبدُوسٍ في تَفسيرِ: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم} [الفتح:29]: «السَّجْدة» يريد: أثرها في الوَجهِ / وهو السِّيماء، وعند النَّسفيِّ: «السُّبْحة».
          2001- قوله «فأقُول سُحْقاً سُحْقاً» [خ¦6584]؛ أي: بُعداً.
          وفي حَديثِ المُحرَّق: «فاسْحَقُوني» [خ¦3478]؛ أي: دقُّوني إذا أحرَقْتمُوني، بدَليلِ بقِيَّة الحديثِ ليُذرَى رَمادُه في الرِّيحِ، كما قال: «فإذا كان يوم ريحٍ عاصِفٍ فأذْرُوني فيها». [خ¦6481]


[1] في (س): (لقلبه).
[2] في هامش (س) حاشية: (السَّحْلُ والسَّحيلُ: ثوب لا يبرم غزله طاقتين، وخصَّ بعضهم به الثَّوب من الْقطن، وقيل: الأبيض، وجمع كل ذلك أسحالٌ وسُحُولٌ وسُحُلٌ محكمة، روى البخاري في الجنائز عن عائشة: «أنَّه صلعم كُفِّن في ثلاثة أثواب يمانية بيض سحولية من كرسف» فيبعد أن يكون السَّحول القطن لقولها: «من كرسف» وهو القطن، أو أن يكون الثوب الأبيض، لقولها: «بيض» والله أعلم).
[3] في (ن) و(س) و(ف): (اسحطوني)، وفي (و): (اسخطوني)، وقوَّمناه من (غ) و«المشارق».