مطالع الأنوار على صحاح الآثار

السين مع القاف

          السِّين مع القَاف
          2071- قوله: «ضُعفاء النَّاس وسَقَطُهُم» [خ¦4850] السَّقطُ من كلِّ شيءٍ رَدِيُّه، وما لا يُعتدُّ به، وكذلك السَّقاطَة والسَّاقطُ من النَّاس والسَّاقطة(1) الرَّجل السَّفلةُ والَّلئيمُ.
          وقوله في حديثِ التَّوبةِ: «سقَط على بَعيرِه قد أَضلَّهُ» [خ¦6309]؛ أي: صادَفه ووجَدَه من غَيرِ قَصدٍ، وفي المَثلِ: سقَط العَشاءُ به على سِرحَانٍ.
          وقوله: «فَسُقِطَ في نَفسِي من التَّكذِيبِ ولا إذ كُنتُ في الجَاهليَّة»، كذا بضمِّ السِّين قيَّدناه عن شيُوخِنا، ومعناه: تحيَّرت، يقال: سقَط في يَدِه إذا تحيَّر في أمرِه، وقيل ذلك في قَولِه تعالى: {وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ} [الأعراف:149]، وقيل: نَدِموا.
          و«السّـقطُ» [خ¦1358] بضم السِّين وكَسرِها وفَتحِها ما وُلِد ميِّتاً، وقال أبو حاتم: هو ما وُلِد قبل تمام مُدَّته، يقال منه: أسقَطَت وسقَط جنِينُها ولا يقال: وقَع، وسِقط الرَّمل مُنقطِعُه، وسِقطُ النَّارِ شُعلَة الزَّند قبل اتِّقاده.
          وقوله: «يُسقِطان الحَبَل»؛ أي: يطرحانه قبلَ تَمامِه.
          في حَديثِ الإفْكِ: «حتَّى أَسقَطُوا لهَا به» تقدَّم في حَرفِ اللَّام والحاء.
          2072- قوله: «وكان ابنُ النَّاظُور سُقِّفَ» فِعْل لم يُسم فاعلُه، في رِوايَة أبي ذرٍّ والأصيليِّ عن المروَزيِّ، وعند الجُرجانيِّ: «سُقُفَّاً» [خ¦7]، وعند القابِسيِّ: «أُسْقُفَّاً»، وهذا أَعرَفها بشَدِّ الفاء فيهما، وحكى بعضُهم: «أسقُفاً» و«سُقفاً»، وهو للنَّصارَى رئيس الدِّين فيما قاله الخليلُ، وسُقِف قُدِّم لذلك، / قال ابنُ الأنباريِّ: يحتَمِل أن يكون سُمِّي بذلك لانحنائه وخضُوعِه لتَديُّنِه عِندَهم، وأنَّه قيِّم شَريعَتِهم، وهو دون القاضي، والأسقفُ الطَّويلُ في انحناءٍ في العربِيَّة، والاسمُ السَّقَف والسَّقِيفيُّ، وقال الدَّاوديُّ: هو العَالمُ.
          2073- قوله: «ادعُ الله أنْ يَسقِيَنَا» [خ¦932] يقال: سقَى وأسقَى بمعنًى واحدٍ، وقُرِئ: {نُّـَسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا} [المؤمنون:21] بالوَجهَين، وكذا ذكَره الخليلُ وابنُ القُوطِيَّة: سقَى الله الأرض وأسقَاها، وقال آخرُون: سقَيته ناوَلته يشرب، وأسقَيته جعَلت له سَقْياً يشرَبُ منه، وسُقيا على وزن فُعلَى.
          و«السِّقايةُ» آنِيَة يُشرَب منها، قاله مالكٌ، قال: يُبرَّد فيها الماء، قال ابنُ وَهبٍ في «السِّقاية التي باع مُعاوِية»: إنَّها كانت قِلادَةً من خرزٍ وذَهبٍ وورِقٍ، وهو وَهمٌ، والصَّوابُ قولُ مالكٍ، واختُلِف في السِّقايةِ المَذكُورةِ في قِصَّة يوسفَ، فقيل: مِكيالٌ، وقيل: إناءٌ، وكان الملِك يشرَب به، ويكتال به الطَّعام.
          وقوله: «ودخَل على عليٍّ بالسُّقيا» هو مَوضِع سنَذكُره، وقوله: «وهو قَائِلٌ بالسُّقيَا»؛ أي: مُقيم فيه وقت القائِلَة.
          و«الاستِسْقاء» الدُّعاءُ بطَلبِ السُّقيا، وقوله: «واستَسقَى فَحَلبْنَا له شَاةً» [خ¦2571]؛ أي: طلَب منَّا أن نسقِيَه.


[1] في (ن): (والسقطة).