مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الراء مع القاف

          الرَّاء مع القَاف /
          869- قوله: «فما رَقَأ الدَّمُ» [خ¦3463]؛ أي: ارتفَع جريُه وانقطَع، وكذلك: «لا يَرقَأ لي دَمْع». [خ¦2661]
          وقوله: «كنت رقَّاءً على الجِبالِ» [خ¦5492]؛ أي: صعَّاداً عليها.
          870- وقوله: «ما تعُدُّون الرَّقوب فيكم» الحديثَ أجابوه بمُقتَضى اللَّفِظ في اللُّغةِ، وأراد هو مُقتَضاه في المَعنَى؛ أي: مُصيبةُ مَن فقَد أجر الولدِ في الآخرَةِ أعظَم ممَّن فقد نَفعه والتَّمتُّعَ بزينَتِه في الدُّنيا، وهذا منَ التَّحويلِ للكَلامِ، كقولِه: «المُفْلِسُ من يأتي يوم القيامة...» الحديثَ، و«المحرُوبُ من حُرِب دينه».
          وقوله: «ارقُبُوا محمَّداً في أهلِ بَيتِه» [خ¦3717]؛ أي: احفَظُوه.
          و{الرَّقِيبَ} [المائدة:117] من أسمائِه سُبحانه الحافظُ، وقيل: العالِـمُ، ومعناهُما في حقِّ الله تعالى واحدٌ، وإنمَّا تختَلِف في حقِّ البَشرِ، فإن الرَّقيبَ: الحافظُ للشَّيءِ ممَّن يغتَفِلُه، ولا يصحُّ هذا في حقِّ الله تعالى.
          و قوله: «ولم ينسَ حقَّ الله في رِقَابِها» [خ¦2371] هو حُسْن مِلْكَتها وتعَهُّدها، وأنْ لا يحمِّلها ما لا تُطيق ويَجهَدها، وقيل: الحملُ عليها في السَّبيلِ.
          و«الرُّقْبَى» [خ¦51/32-4102] عندنا هي هِبَة كلِّ واحدٍ من الرَّجلين للآخرِ شيئاً بينهما إذا مات، على أن يكون لآخرِهما موتاً، وقيل: هي هِبَة الرَّجل شيئَه، فإن مات وهو حيٌّ رجَع إليه شيئُه، سُمِّي بذلك؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يرقُب موتَ صاحِبِه.
          871- قوله: «ما رأى رَغِيفاً مُرَقَّقاً» [خ¦5421]؛ أي: مليَّناً محسَّناً، وذلك كخبزِ الحُوَّارَى وشِبهِه، والتَّرقيقُ: التَّليِينُ، يقال: جارِيَة رَقْراقَة؛ أي: رَقِيقة البَشرةِ برَّاقة البياضِ، وقد يكون المُرقَّق المُوسَّع، والرَّقاقُ ما لَانَ من الأرضِ واتَّسَع.
          و«رَقيق الإمارَة» [خ¦6949] إماؤُه المُتَّخَذَة لخدْمةِ المُسلمِين، بمعنَى مَرقُوقٍ، والرِّقُّ العبُوديَّة.
          و«مَراقَّ البَطن» [خ¦3207] ما سَفل منه ورقَّ من جِلْده، واحدُها مَرقٌ.
          وقوله: «أرَقُّ قلوباً» و«أرَقُّ أفئِدَةً». [خ¦4388]
          ويُروَى: «أضعَف قلوباً» [خ¦4390]، الرِّقَّة اللِّينُ، والضَّعفُ مِثلُه، وهو هاهنا ضِدُّ القَسوةِ والشِّدَّة التي وَصَف بها غيرَهم في الحديثِ، / والإشارةُ به إلى سُرعة إجابتهم للإيمانِ، وقبُولهم للهُدَى، كما فعَلَت الأنصارُ، وفرَّق بعضُ أربابِ المَعاني بين اللِّين في هذا والرِّقة وجعَل اللِّين ما تقدَّم ذكرُه، والرِّقة عبارَة عن صَفاء القَلبِ وإدْراكِه من المَعرفةِ ما لا يُدرِكُه مَن ليس قلبُه كذلك، وإنَّ ذلك مُوجب لقبُولهم وسُرعةِ إجابَتِهم، وقيل: يجوز أن تكون الإشارة بلِينِ القَلبِ وضَعفِه إلى خَفضِ الجَناحِ وحُسنِ العشرةِ، وبرِقَّة القَلبِ إلى الشَّفقةِ على الخَلقِ والعَطفِ والرَّحمةِ.
          وفي وَصفِ أبي بَكرٍ ☺: «كان رَقِيقاً» [خ¦687] إشارة إلى كَثرةِ البُكاء؛ لسُرعةِ نفُوذِ المَوعِظةِ قَلبه.
          872- وقوله: «في الرِّقَةِ رُبْعُ العُشْرِ» [خ¦1454] هي الفِضَّة مَسكُوكَة وغيرَ مَسكُوكةٍ، وجَمعُها رِقاقٌ ورِقَات، وأصلُها وِرْقةٌ كعِدَةٍ وزِنَةٍ.
          873- وقوله: «كالرَّقْمَةِ في ذِراعِ الحِمارِ» [خ¦6530] هي كالدَّائرَةِ فيه، وقيل: هي شِبه الظُّفر يكون في ذِراعِ الدَّابةِ.
          و«الرَّقِيم» [خ¦65-6877] الكِتابُ، ومنه: رقيمُ أصحابِ الكَهفِ لوحٌ كانت فيه أسماؤُهم، ومنه في تَسوِيَة الصُّفوف: «حتَّى يدَعَها كالقدْحِ أو الرَّقيمِ»(1)، والقِدحُ السَّهم المقوَّم، والرَّقيمُ السَّطرُ المَكتُوبُ، وقيل: الرَّقيمُ اسمُ قَريتِهِم، وقيل: اسمُ كَلبِهم.
          وقوله: «كان يزيدُ في الرَّقمِِ» أصلُه ما يُرْقَمُ على الثِّياب؛ أي: ما يُكتَب من أشريتها لتقع المُرابحة عليه، أو يغتَر به السَّائم لها، ثمَّ استَعمَله المُحدِّثون في مَن يكذِبُ ويزيدُ في حَديثِه، تشبيهاً بالتَّاجر الذي يكذِبُ في رقُومِه.
          874- و«الرُّقَى» جمع رُقيَة، والفِعلُ منه رَقى يَرقي، وهو التَّعويذُ.
          وقوله: «فرَقِيَ على الصَّفا» بكَسرِ القافِ، وبفَتحِها في المُستَقبلِ، ومنه: «فرَقِي فوَجَد كلباً» [خ¦2363]، وضبَطناه على ابنِ عتَّابٍ وابنِ حَمْدِينَ: «فرقَى»، وكِلاهما مَنقُولانِ، والأوَّلُ أفصَحُ، والهمزُ مع فَتحِ القافِ لُغةٌ لطَيِّءٍ قَلِيلة. /


[1] كذا في كتُبِ اللُّغةِ، وروَاه ابنُ حِبَّان ░2165▒ والبزَّار ░3215▒ وغيرهما: «مثل القِدْح أو الرُّمح».