مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الراء مع الدال

          الرَّاء مع الدَّال
          807- قوله: «رِدْء الإسْلامِ» [خ¦3700]؛ أي: عَونُهم، كما قال تعالى: {رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} [القصص:34].
          808- و«الإِردبُّ» مِكيال يسَع مِقدَار / أربعة وعشرين صاعاً.
          809- و«رَدَاحٌ» [خ¦5189] ثَقِيلة بما امتَلَأت به، و«العُكومُ» [خ¦5189] الأعدالُ المُشتَمِلة على الأمتِعَة والأطعمةِ، الواحدُ عِكْمٌ، يصِفُها بكَثرَة المالِ والسَّعةِ في الرِّزقِ، وقد يريد بذلك كَفَلَها في امتلائه سِمَناً، والرَّداح اسمٌ مُفرَد لا يوصَف به العُكومُ ولا يُخبَر به عنها؛ لأنَّه جمعٌ، فتَقدِيرُه كلُّ عُكْم منها رَدَاح، أو يكون مصدراً، كالذَّهابِ والطَّلاقِ فيكون خبراً عن العُكومِ، أو يكون على وَجه النِّسبةِ؛ أي: ذات رداح، كما قال تعالى: {السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ} [المزمل:18]؛ أي: ذات انفطار، أو يكون ردَّته على الكَفَل حَمْلاً على المعنَى، كما قال القرشيُّ(1) :
................                     ثلاثُ شُخوصٍ........
          وإنَّما كنَّ نِسَاء، فردَّه على الشَّخصِ، وهو مُذكَّر.
          810- وقول أنسٍ ☺: «فردَّتني ببَعضِه» [خ¦531] قيل: معناه من الرَّدِّ؛ أي: صرَفَت جُوعي بما أعطَتْني من الطَّعامِ، فيكون الهاء في بـــ: «ـه» عائدَة على الطَّعامِ، وقيل: بل هو من التَّردِيَةِ، والهاءُ عائدَة على الخمارِ جعَلَته له كالرِّداءِ، وهذا أبيَنُ، وفي البُخاريِّ: «لاثَتْني ببَعضِه». [خ¦3578]
          وفي مُسلمٍ في الفضائلِ: «أزَّرَتْني بنِصْف خمارِها، وردَّتني بنِصْفِه».
          وقوله في حديثِ المَلاحمِ: «ويكون عِندَ ذلكمُ القِتالِ رَدَّةٌ شديدة» بفَتحِ الرَّاء؛ أي: عَطفة وشِدَّة.
          وقوله في حديثِ مَعقل: «فترَك الحمِيَّة واسْتَرادَّ(2) لأمرِ الله» [خ¦5331]؛ أي: رجَع.
          وقوله: «وللمَردُودَة من بَناتِه» [خ¦55/33-4348] معناه: المُطلَّقة.
          وقوله ◙: «رُدُّوا السَّائِلَ»؛ أي: اصْرِفوه عن بابِكم بشَيءٍ تعطونه إيَّاه، ولم يُرد ردَّ الحرمان، وكأنَّه أراد كافِئُوه لسُؤالِه، كقوله: «رُدُّوا السَّلام»؛ أي: أجِيبُوا عليه، وقد يحتَمِل أن يكون ردُّ السَّلام تَكرِيرُه وتَردِيدُه، مثل اللَّفظ الذي ابتدَأ به المُسلِّمُ.
          811- قوله: «وبه رَدْعٌ من زَعفَرانٍ» [خ¦1387] بعينٍ مُهمَلةٍ؛ أي: صبْغٌ ولطْخٌ.
          812- وقوله: «في يومٍ ذي رَدْغٍ» [خ¦668] بدالٍ مُهمَلةٍ وغينٍ مُعجمةٍ رواه العُذريُّ وبعضُ رُواةِ مُسلمٍ، وكذا لابنِ السَّكنِ والقابِسيِّ إلا أنَّه بفتحِ الدَّال، وهو الطِّينُ الكثيرُ، يقال فيه: رَدْغ ورَدَغ.
          وروَاه الأصيليُّ / والسَّمرقَنديُّ: «رزَغ» بزايٍ مَفتُوحةٍ بعدها غينٌ مُعجَمةٌ، وهو المطرُ الذي يبلُّ وجهَ الأرضِ، وفي كتاب «العين»: الرَّزَغة بالزَّاي أشدُّ من الرَّدغةِ، وقد قيل بعكسِ هذا، وقال أبو عُبيدٍ: الرَّزْغُ الطِّينُ والرُّطوبةُ.
          وفي «الجمهرة»: الرَّزغة مثل الرَّدغةِ، وهو الطِّينُ القليلُ من مطرٍ أو غَيرِه، وقالَه ابنُ الأعرابيِّ، وقال الدَّاوُديُّ: الرَّزغُ الغيمُ الباردُ.
          وقوله في النَّهيِ عن «المزَعفَرَة التي تَردَع على الجِلْد»: [خ¦1545] بعَينٍ مُهمَلةٍ وفعل ثلاثيٍّ ورُباعيٍّ «تردع»؛ أي: التي كثُر فيها الزَّعفران حتَّى ينفضَه ويلطخَه من لبسها، وفتحُ التَّاء أوْجَه، ومعنى تُردِع الرُّباعي تُبقي أثراً على الجلدِ.
          813- وقوله: «كنت رِدْفَ رسُول الله صلعم» [خ¦2856]، و«رِدْفُه» [خ¦428]، و«رَدِف الفضلُ» [خ¦1669]، و«أرْدَفه» [خ¦1543]، و«رَدِفْتُ رسُولَ الله صلعم» [خ¦1669]، و«رَدَفني رسولُ الله صلعم» [خ¦1668]، كلُّه الرُّكوب خَلْف الرَّاكبِ، وهو الرِّدفُ والرَّديفُ، وأصل الرِّدفِ: العَجُز، ومنه أُخِذ، يقال: رَدفْته أَرْدَفه ركبت خَلفَه وأردَفْتُه أرْكَبته خَلفي، وأردَفْتُه بفلانٍ؛ أي: وجَّهته خَلفَه.
          ومنه في الحجِّ: «ثمَّ أرْدَفه بعليٍّ» [خ¦369]، وقيل فيه أيضاً: رَدِفته مثلُ ألحقْته ولَحِقْته بمعنًى واحدٍ، وقال أبو عُبيدٍ: رَدفته بالفَتحِ، وكلُّ شيءٍ جاء بعدَك فهو رِدفُك، قلت: رَدفتُه وأرْدَفته لغتان في تبِعْته، وهو يتعَدَّى إلى واحدٍ، فإذا عدَّيته إلى اثنين أتيت بالهمزِ ولا بُدَّ، فقلتَ: أردفت فلاناً فلاناً وبفُلانٍ، وأمَّا رَدفته فلاناً فلا أعلَمُه لكن بفلانٍ.
          814- وقوله: «تردَّى علينا»؛ أي: تدلَّى، وقد جاء بهذا اللَّفظِ: «تدلَّى من قَدومٍ» [خ¦2827]؛ أي: من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ، ومنه: تردَّى من حالقٍ؛ أي: ألقَى نَفسَه.
          و«الرِّداءُ» [خ¦3149] ممدُودٌ ما كان على أعلى الجسَدِ، والإزارُ أسفَله، ومنه قولُ أمِّ زَرعٍ: «صِفْرُ رِدائها»؛ أي: أنَّها مُهفْهِفَة الأعْلى، فارِغة ما اشتمل عليه الرِّداء، لرفعِ رِدفَيها ونَهدَيها، واندماج خصريها عَبْلة الأسافل، لقولها: «ومِلْءُ كسائها». / [خ¦5189]
          قوله: «رِداءُ الكِبرِياء»، وقوله: «الكِبرِياءُ رِداؤُه، والعِزُّ إزارُه» على الاستِعارةِ والمَجازِ وغَايةِ البَلاغةِ في لزُومِ هذه الصِّفاتِ له كمُلازَمةِ هذَين الثَّوبَين للَّابسِ.


[1] هو عمر بن أبي ربيعة، وتمامه كما في «ديوانه» ص127:
~فكان مِجَنِّي دونَ مَنْ كنتُ أتقي                      ثَلاثُ شُخوصٍ: كاعِبانِ وَمُعْصِر
[2] في نسختنا من البخاري: (واستقاد).