مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الراء مع الهاء

          الرَّاء مع الهاء
          883- قوله: «رَهِبْت _أي خشِيتُ وخِفتُ_ أن تَبْكَعَنِي بها»، والرَّهْب والرُّهْب والرَّهَب والرَّاهب: الخائفُ لله، ولا رَهبَانِيَّة لا تبتُّل ولا اختِصَاء.
          884- و«الرَّهط» [خ¦27] ما دون العَشرةِ منَ النَّاسِ، وكذلك النَّفرُ، وقيل: من الثَّلاثةِ إلى العَشرةِ.
          885- «أرْهَقَتْنا الصَّلاةُ» [خ¦60] لأبي ذَرٍّ، ولغَيرِه: «أرْهَقْنا الصَّلاةَ» [خ¦96]؛ أي: أخَّرْناها حتَّى كادَت تدنُو من الأُخرَى، وهذا أظهَرُ وأوجَهُ، قال الخليلُ: أرْهَقْنا الصَّلاةَ استأخَرْنا عنها، وقال أبو زَيدٍ: أرْهَقْنا نحنُ الصَّلاةَ أخَّرْناها، ورَهقَتْنا الصَّلاةُ إذا حانَت، وقال النَّضرُ: أرْهَقْنا الصَّلاة، وأرْهَقَتْنا ورَهِقَتْنا الصَّلاة، يقال: رَهِقْتُ الشَّيء غشيتُه، وأرهقني دنا منِّي، وقال أبو عُبيدٍ: رهقتُ القوم غشيتهم ودنَوت منهم، وقال ابنُ الأعرابيِّ: رَهِقْتُه وأرهَقْته بمعنَى دَنوتُ منه، وراهَق الحلمَ دنَى منه، ويكون أرْهَقَتْنا الصَّلاةُ أعجَلَنا لضيقِ وَقتِها، يقال: أرَهْقَته أعجَلَته.
          ومنه «المراهق» بالفَتحِ في الحجِّ، ويقال: بالكَسرِ، الذي أعجَلَه ضيق الوقت أن يطُوف للوُرودِ قبل الوُقوفِ بعرفَةَ.
          وقوله: «فإن رهِقَ سيِّدَه دَينٌ»؛ أي: لزِمَه أداؤه وضُيِّق عليه، ومنه: «فلمَّا رَهِقُوه»؛ أي: غَشوه، قيل: ولا يستَعمل إلَّا في المَكرُوه، وقال ثابتٌ: كلُّ شيءٍ يقرُب منك فقد رَهِقتَه، وفي «الأفعال»: رَهِقتُه وأرهَقْتُه بمعنى أدْرَكتُه، / ومنه: {فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا} [الكهف:80]؛ أي: يُلحقُ بهما ذلك، وقيل: يحمِلُهما عليه.
          886- و«رِهانُ الخَيلِ» هو المُخاطَرةُ على سِباقِها على اختِلافٍ في الصِّفةِ الجائزةِ من ذلكَ، شَرَحه في مَوضِعه(1)، والرَّهِينةُ الرَّهنُ، والهاء للمُبالغةِ، كما قيل: كرِيمَةُ القَومِ، والفِعلُ منه رَهَن وأرْهَن، والرَّاهنُ دافعُ الرَّهن، والمُرتَهِن آخذُه.
          887- قوله: «آتيك به غَداً رَهْواً» [خ¦65-7071]؛ أي: سَهلاً عفواً من غير مَطلٍ، وأمَّا: {وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا} [الدخان:24] فقيل: ساكناً، وسَهلاً، وواسعِاً، ومُنفَرجاً، وطرِيقاً يابِساً.


[1] أي شرحه عياض في «الإكمال»6/285، وعبارة «المشارق»: بسطناه في مسلم.