مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الراء مع الياء

          الرَّاء مع اليَاء
          895- قوله: «يَريبُني ما رَابها».
          ويُروَى: «أرَابَها» [خ¦5230]، قال الحربيُّ: الرَّيبُ ما رابَك من شَيءٍ تخوَّفت عُقباهُ، وقوله: «وأمَّا المُرتابُ» [خ¦86]، و«كاد بعضُ النَّاسِ يَرتابُ» [خ¦4203]، هذا من الشَّكِّ.
          وقولها: «يَريبُنِي في مَرضي» [خ¦4141]، و«دَعْ ما يَرِيبُك» [خ¦34/3-3205]، يقال: رابني الأمرُ وأرابني إذا اتَّهمْته وأنكَرتَه، وفرَّق أبو زَيدٍ بينَهُما، فقال: رابني إذا تحقَّقْت رِيبتَه، وأرابَني إذا ظنَنْت / ذلك وتشكَّكْت فيه، وقد حُكي عن أبي زَيدٍ أنَّهما سَواء، وهو قولُ الفرَّاءِ، والرَّيبُ أيضاً صَرفُ الدَّهرِ وحَوادثه المكرُوهَة.
          896- وقوله: «راثَ عليَّ جبريلُ» [خ¦5960] و«رَاثَ علينا» [خ¦600]؛ أي: أبطَأ، والرَّيثُ الإبطاءُ.
          897- وقوله: «مَن عُرِضَ عليه رَيحَانٌ فلا يَرُدُّه» والرَّيحانُ كلُّ بَقلةٍ طيِّبة الرِّيحِ، وقد يحتَمِل أن يريدَ الطِّيبَ كلَّه، كما جاء في الحديثِ الآخرِ: «من عُرِض عليه طِيبٌ فلا يرُدَّه»، وأصلُه الواوُ، ومنه: «هما رَيحانَتاي منَ الدُّنيا». [خ¦3753]
          898- و«الرَّيطَة» والرَّائطة كلُّ ثوبٍ يكون(1) لِفْقَين، وكلُّ ثوبٍ رقيقٍ ليِّنٍ، وأكثرُ كلامِ العَربِ رَيطة، ولم يُجِزْ البَصريُّون رائطة، وأجازَها أهلُ الكُوفةِ، واختَلَف فيها رُوَاة «الموطَّأ».
          وقوله: «يخرُج منهم أَرْوَاح» [خ¦2071] جمعُ ريحٍ.
          وقولُ ضِمادٍ: «أَرْقِي من هذه الرِّيح» يعني: ريح الجانّ.
          899- وقوله: «{يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ}[الكهف:77[خ¦122]؛ أي: تهيَّأ للسُّقوطِ، وقال الكِسائيُّ:معناه مال.
          900- قوله: «فما رامَ رسولُ الله صلعم مَكانَه» [خ¦4141]، و«لم يَرِمْ حِمْصَ» [خ¦7]؛ أي: لم يبرح ولا فارَق، يقال: رام يريم ريماً، وأمَّا مَن طلَب شيئاً فيقال: رامَ الأمرَ يروم، وغلِط الدَّاوديُّ في «لم يَرِمْ» فقال: معناه لم يصل حِمْصَ، وهو عكسُ ما قال.
          901- وقوله: «وقد رِينَ به»؛ أي: انقطع به، وقيل: علاه وغَلَبه وأحاط بماله الدَّين، ورِينَ أيضاً هلَك، يقال: رين به إذا وقَع فيما لا يستَطِيع الخرُوجُ منه.
          902- وقوله: «أكثر رَيعاً» [خ¦65-6877]؛ أي: زِيادَة، والرَّيعُ ما ارْتَفَع منَ الأرضِ.
          وقَع في تفسيرِ الشُّعراءِ: «والرِّيع الأيفاع»، كذا للأصيليِّ.
          ولابنِ السَّكنِ عن المَروزيِّ، ولغَيرِهما: «الرِّيعُ: الارْتِفاعُ منَ الأرض»، وكذلك قال المفسِّرون: الرِّيعُ ما ارتفع من الأرضِ، ثمَّ قال البُخاريُّ: «وجمعُه رِيَعَة»، وغيرُه يقول: إنَّ الرِّيعَ جمعُ ريعة، ثمَّ قال البُخاريُّ: «وجمع رِيعَة أرياع، وواحدُه رِيْعَة»، فجاء من كلامه أن الرِّيعَ جمعُ رِيعةٍ وأنَّ ريعةً وأرياعً جمعُ جمعٍ(2).
          903- وقوله: «ولم نكنْ أهلَ رِيفٍ» [خ¦4192] هو الخِصبُ والسَّعَةُ في المَأكلِ، والرِّيفُ ما قارَب الماء من أرضِ العَربِ وغَيرِها.
          904- وقوله: «بِرِيقَةِ بَعْضِنا» / [خ¦5745]؛ أي: بُصاقه، يريد بُصاقَ بني آدمَ، وفيه شفاءٌ من الجراحاتِ والقُوَباءِ وشِبْهِها.
          905- و«رَاشَه الله مالاً»؛ أي: وسَّع عليه.
          906- و«رايَة الحَربِ» [خ¦2942] لِواؤُه، وأصلُها العَلامةُ، ولذلك سُمِّي أيضاً عَلماً؛ لأنَّ به يُعرَف مَوضِع مُقدَّم الجيشِ، وحوانيتُ صاحب الرَّاياتِ منه، ورايةُ الشَّيطانِ التي ينتَصِبُها في الأسواقِ؛ أي: بها مجتمعه بعَلامَتِه.
          قوله: «مَن رَايَا رَايَا الله به»؛ أي: مَن تزيَّن للنَّاس بما ليس فيه من عَملٍ صَالحٍ ليَعظُم في نفُوسِهم أظهَر الله في الآخرةِ سَريرته على رؤُوسِ الخَلائقِ.
          قوله: «أَبْري النَّبْل وأَرِيشُها»؛ أي: أَنحتُها وأقوِّمها وأجعَل فيها ريشها التي تُرمَى بها.


[1] في «المشارق»: (لم يكن).
[2] سبَق هذا في الاختلافِ في الرَّاء مع الفاء، وقد تكرر في المشارق أيضاً.