مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الراء مع الميم

          الرَّاء مع الميم
          829- قوله: «إلَّا أنْ تَرمَح الدَّابَّةُ»؛ أي: تركض برجلها.
          830- وقوله: «عَظِيم الرَّمادِ» [خ¦5189] كِناية عن كثرةِ الطَّبخ للضِّيفان، ويُسمِّيه أهلُ البَلاغة: الإرداف؛ وهو التَّعبيرُ عن الشَّيءِ بأحدِ لواحقِه، كما قال تعالى: {يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ} [المائدة:75] خبَّر به عن الحدَثِ.
          وقوله: «وكان رَمِداً» [خ¦4209] هو مرَضٌ يُصِيب العَين، يُسمَّى الرَّمَد.
          و«عامُ الرَّمادَة» عامُ مَسغبةٍ هلَك فيه النَّاسُ جوعاً، والرَّمادةُ الهَلَكةُ، من قولهم: رَمَدَت الغَنمُ إذا هلَكت، ورمَدوا هلَكوا، والاسمُ منه الرَّمْدُ، وقيل: سُمّيت بذلك؛ لأنَّ الأرضَ صارَت من القَحطِ كالرَّمادِ
          831- قوله: «على جملٍ أرْمَكَ» [خ¦2861] وهو الأورَق، لونٌ بين السَّوادِ والحُمرةِ، وقيل: الرَّمكةُ لونُ الرَّمادِ، ويقال: أرْبَك بالباءِ أيضاً، والميمُ أشهرُ.
          832- قوله: «على رِمَالِ سَريرٍ» [خ¦3094]، و«سَرير مَرمُول»، و«مُرَمَّل» [خ¦4323]، كلُّ ذلك يُرادُ به المَنسُوج من السَّعفِ بالحِبالِ، ويقال فيه: رَمَلْته وأَرْمَلته، / ورَمالُه ورَمْله ضفرُ نَسجِه في وَجهِه.
          و«الرَّمَل» [خ¦4253] في الطَّوافِ وثبٌ في المَشيِ ليس بالشَّديدِ مع هزِّ المَنكِبَين، وهو بفَتحِ الرَّاء والميمِ في الاسمِ والفِعلِ الماضي، وجاءَت في رِوايةِ بَعضِهم ساكِنةُ الميمِ على المَصدرِ، كما قد قيّد بعضُ الرُّواةِ، ورَمْل حَصِير بإسكان الميمِ.
          قوله: «أرْمَلوا في الغَزْوِ» [خ¦2486]؛ أي: نَفِد زادُهم، و«الأَرْمَلة» [خ¦5353]، و«الأرَامِل» [خ¦57/6-4861] المَساكينُ المُحتاجُون من الرِّجالِ والنِّساءِ، يقال: رجلٌ أَرْمَل، وامرَأة أَرْمَلة، وهي أيضاً التي مات زوجُها، قال ابنُ الأعرابيّ: سُمِّيت بذلك لذَهابِ زادِها بفَقْدِه، وحكَى ثابتٌ عن أبي زَيدٍ: امرَأةٌ أرْمَلة، ونِسْوة أرْمَلة، ورجال أرْمَلة(1)، وأرامل في جميعها، وقيل: لا يقال أرْمَلة إلَّا في النِّساءِ.
          833- قوله: «كنَّا أهل ثُمِّه ورُمِّه» بضمِّ أوَّلِهما؛ أي: القِيامِ به وإصلاحِه.
          قوله في الهِرَّة: «تُرَمِّم من خَشاشِ الأرضِ»، كذا للعُذريِّ والسِّجْزيِّ، بضمِّ التَّاء وكسرِ الميمِ، وبفَتحِهما.
          وعند السَّمرقَنديِّ: «تُرَمْرِم»؛ أي: تأكل، مَأخُوذ من المِرَمَّة وهي الشَّفَة، والرَّمْرَم عُشبُ الرَّميمِ(2)؛ لأنَّه يُترَمَّم بالمرَمَّة بفَتحِ الميمِ وكَسرِها، وأصلُها في ذوَاتِ الأظلافِ.
          قوله: «نهَى عن الرَّوثِ والرِّمَّةِ» يعني: العَظمَ البالي، وقوله: «فأَرَمَّوا»؛ أي: سكَتوا، و«فأَرَمَّ القَومُ» كذلك، كأنَّهم أطبَقوا منها شِفاهَهُم، وهي المِرمَّة من غير النَّاس استُعِيرت للنَّاس.
          ورُوِي في غيرِ هذه الكُتبِ: «فأَزَمَ القومُ» بزَاي مُخفَّفةٍ وميمٍ مُخففَّة؛ أي: أمسَكُوا عنِ الكلامِ.
          وقوله: «فدَفَعه إليه برُمَّةٍ»، و«ليُعطَ برُمَّته» بضَمِّ الرَّاء؛ أي: بالحَبلِ الذي رُبِط به، وكانوا يَربَطون المَقود منه بحَبلٍ ويَدفَعُونه إلى ولِـيِّ المَقتولِ، ثمَّ قيل ذلك لكلِّ ما دُفِع بجُملَته، ولكُلِّ مَن أُسلِم للقوَدِ وإنْ لم يكُن مربُوطاً بحَبلٍ، والرُّمَّة قِطعةُ حَبلٍ بالٍ، وبه لُقب ذو الرُّمَّة.
          قوله: «ليس وَراءَ الله مَرْمًى»؛ أي: مُطلَبٌ لطالبٍ، والمَرمَى الغرضُ الذي يُرمى إليه، فإليه يَنتهِي سَهمُ الرَّامي وبه يحُوزُ السَّبق، كما إلى الله تعالى انتهَتِ العُقول ووقَفت، / ليس لها ورَاء مَعرِفَته والإيمانِ به مُلتمَسٌ ولا غايةٌ يُرمَى إليها.
          834- قوله: «ترمصان» بصَادٍ مُهملةٍ وفَتحِ الميمِ وضَمِّها، كذا قيَّدناه، ومعناه: تقْذِيان، والرَّمصُ القَذَى الذي تَقذِفُ به العينُ فيَجتَمِع في مآقيها وبين أهدابها، ورواه الطَّباع عن مالكٍ بضادٍ مُعجَمةٍ من الرَّمَض؛ وهو شِدَّة الحرِّ، والأوَّلُ هو المَعروفُ.
          قوله: «فإذا أنا بالرُّمَيصاءِ» يعني: أمَّ سُليمٍ، هكذا في البُخاريِّ. [خ¦3679]
          وعند مُسلمٍ: «بالغُمَيصَاء» وهي أمُّ حرامٍ، وقيل بالعَكسِ، ومَعناهما مُتقارب، قيل: هو من رَمَص العين، وقيل: هو انكسارٌ في العَينِ، وقيل: دِقةٌ وغُؤُورٌ.
          835- قوله: «حتَّى تَرْمَض الفِصالُ»؛ أي: تحتَرِق أخفَافُها من حرِّ الرَّمضاءِ، والرَّمضاءُ ممدُودٌ الرَّملُ إذا استحرَّت الشَّمسُ عليه، وبه سُمِّي رمضان؛ لمُوافَقَته حين سُمِّي هذا الزَّمان، وقيل: لحرِّ جَوفِ الصَّائمِ منَ الجُوعِ أو العَطشِ، وقيل: بل كان عندهم أبداً في الحرِّ لنِسْيانهم الشُّهور وتغيُّرهم الأزمِنة وزيادَتِهم شهراً في كلِّ أربعِ سِنينَ حتَّى لا تَنتَقِل الشُّهور عن معاني أسمائها.
          836- قوله: «فجَعل يَرمُقه»؛ أي: يُتابعُ النَّظر إليه، و«لأرْمُقَنَّ» لأتابِعَنَّ النَّظر، قوله: «بآخرِ رَمَقٍ» [خ¦5295]، وقوله: «وبه رَمَق» [خ¦3961] هو بَقِيَّة الحياةِ.
          837- و«الرَّمِيَّة» [خ¦3344] الطَّريدةُ المَرمِيَّة من الصَّيد.
          و«الرَّماء» مَفتُوح مَمدُودٌ: الرِّبا، هكذا قاله الكِسائيُّ وغيرُه، ومنهم من يَقصُره ويَكسِر أوَّله ويَفتَح.
          وفي حديثِ الدَّجَّال: «فَيَقْطَعُه جَزلَتَينِ رَمْيَةَ الغَرَضِ»؛ أي: يجعَل بينهما قَدْر رَميةِ الغرضِ، قال القاضي أبو الفضلِ: وعندي أنَّه أراد فيُصِيبه في قَطعِه إيَّاه إصابَة الرَّميَّة الغرضَ، ثمَّ اختَصَر لفَهمِ السَّامعِ.
          قوله: «مرْماتَين حَسَنَتين» [خ¦644] بكَسرِ الميمِ وفَتحِها، ذكر أبو عُبيدٍ حاكياً: هما ما بين ظِلفَي الشَّاةِ منَ اللَّحمِ، قال القاضي: فعلى هذا الميمُ أصلِيَّة، وقال الدَّاوُديُّ: هما بضْعَتا لحمٍ، وقال [غيرُه](3) : هما سَهمان من سِهام الرَّميِ، وقيل: سَهمان يُلعَب بهما في كَوْمٍ من تُرابٍ، فمَن أثبتَهما / فيه فقد غَلَبَ وأحرَز سَبقَه، وعلى هذا لا يجوزُ إلَّا الكسرُ في الميمِ.


[1] في نسختنا من مسلم: (الرَّكِيَّة)، قال النَّوويُّ: المشهور في اللُّغةِ بغير هاءٍ، وما وقَع هنا لُغَة حكاها الأصمعيُّ وغيرُه.
[2] في المشارق: (الرَّبيع).
[3] الزيادة من نسخ «المشارق».