مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الراء مع الواو

          الرَّاء مع الوَاو
          888- «رَوْثَة الأنف» مُقدِّمة الطَّرف المُحدَّد منه، وهي الأرنبةُ.
          889- و«الرَّوحة» [خ¦39] من زوال الشَّمسِ إلى اللَّيلِ، و«الغَدوة» [خ¦39] ما قَبلَها، ومنه: رَاحَ وغَدَا حيثما وُجِد.
          وتأوَّل مالك ⌂ قوله: «فراح في السَّاعةِ الأولى» [خ¦881] إلى آخرِ ما ذُكِر، أجزاء من السَّاعةِ السَّادسةِ إذ لا يُستَعمل الرَّواح إلَّا من وَقتِها، وذهَب غيرُه إلى أنَّها من أوَّل النَّهارِ، وأنَّ راح يُستَعمل في معنَى سار أيَّ وقتٍ كان، ومنه: «رُحْتُ إليه، ورائحٌ إلى المَسجِدِ»، و«الرَّواحَ إن كنت تُريدُ السُّنَّة» [خ¦1660]، و«رُحْت أُحْضِرُ»(1)، كلُّه بمعنَى الذَّهاب والسَّير.
          وقوله: «على رَوْحَة من المَدينةِ» [خ¦5384]؛ أي: مِقدار رَوحةٍ، و«مُراح الغَنَم» / مَوضِع مَبِيتها، وقيل: مَسيرها إلى المَبيتِ.
          وقوله: «ولم أُرحْ عليهما» [خ¦2272] بضَمِّ الهَمزةِ للأصيليِّ، والإراحةُ ردُّ الماشِيةِ بالعَشيِّ، ولغَيرِه: «ولم أَرُح»؛ أي: أرجع بالماشِيَة، قال القاضي: هما سَواء، يقال: راح إبله وأراحها، قلت: وليس كما قال؛ لأنَّه ضمَّ الرَّاء فلو كسرَها لكان ما قال!
          وقوله: «فروَّحتُها(2) بعَشِيٍّ»؛ أي: أرَحتُها ورَدَدتها من مَرعاها بعَشِيٍّ، ومنه: «وأَراحَ عليَّ نِعَمَاً ثَرِيَّاً». [خ¦5189]
          وقوله: «استَأذَنتْ عليه أختُ خديجةَ فارْتاح»؛ أي: هشَّ ونشطَت نفسُه، وقيل: خَفَّ إليها، وقيل: سُرَّ بها، ومنه: يرَاحُ للنِّداءِ ويرْتَاح؛ أي: يسرُّ فيَهِشُّ.
          وقوله صلعم: «هما رَيحَانَــتَاي من الدُّنيا» [خ¦3753]؛ أي: في الدُّنيا، وقيل: من الجنَّة في الدُّنيا، كما قال: «الولدُ الصَّالحُ ريحانة من رياحين الجنَّة»(3)، والرَّيحانُ ما يُستَراح إليه، وقيل: يوجد منها ريح الجنَّة، وقيل: لأنَّهما يُشمَّان كما يُشمُّ الرَّياحين.
          وقولها: «وأعطاني من كُلِّ رائحَةٍ زوجاً» [خ¦5189]؛ أي: ماشية تروح عليها؛ أي: ترجع بعشيٍّ.
          وقوله: «فلم يَرَحْ» [خ¦3166] ولم يَرَحْ ولم يَرِح ولم يَرُح كلُّ ذلك جائز، وبفَتحِ الياء والرَّاء أفصحُها، يقال: رِحْتُ وأُرِيح، وأراح وأرَحْتُه أريحُه، واستراح ريحَه؛ كلُّ ذلك إذا شمَّه فوجَد ريحه.
          و«يومٌ رَاحٌ» [خ¦3479]، وليلة راحة؛ أي: ذو ريحٍ، وذات ريحٍ، ويوم ريِّح وروح؛ أي: طيِّب.
          و«عيسى رُوحُ الله» [خ¦3389]؛ أي: رحمته، وقيل: لقوله: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا} [التحريم:12]، وقيل: لأنَّه ليس من أبٍ.
          و«روحُ القُدسِ نفَث في رُوعي»، و«أُيِّد برُوحِ القُدس» [خ¦453]، قيل: هو جبريل، وهو المرادُ بقوله: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ} [النبأ:38]، و{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ} [القدر:4]، وقيل: المُراد بهذَين مَلَكٌ من الملائكةِ يقوم وحدَه صفَّاً، وقيل: عالَم سَماويٌّ؛ هم حَفَظَة على ملائكةِ السَّمواتِ، كما أنَّ الملائكةَ حفظةٌ على النَّاس، على صِفةِ بني آدم لا تراهم الملائكة، كما لا نرَى نحنُ الملائكةَ. /
          {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} [الحجر:29] إضافَةُ مِلكٍ وتَشريفٍ، كبيت الله، وناقة الله.
          وقوله: «ألا تُرِيحُنِي من ذي الخَلَصَة» [خ¦3020] من الرَّاحةِ؛ أي: تُزِيل همِّي بها.
          و«الغَادِياتُ والرَّائحاتُ» ويُروَى بغير واوٍ؛ أي: التَّحيات الَّتي تغدُوا عليك وتروحُ برحمة الله.
          «وهبَّت الأرواحُ» [خ¦3160] يعني الرِّياحَ، ولا يقال: الأرياح.
          وقوله: «فأخَذَ الدَّلْوَ ليُريحَني» [خ¦7022] و«يُرَوِّحَني» من الرَّاحةِ من تَعبِ الاستقاءِ.
          890- وقوله: «رُوَيدَك» [خ¦6149]، و«رُويداً» تصغير رود، وهو الرِّفقُ، وانتُصِب على الصِّفةِ لمصدرٍ محذُوفٍ؛ أي: سوقاً رويداً، أو أُحْدُ حُداءً رُويداً، على اختلاف النَّاس فيما أمرَه به، و«رُوَيدَك» على الإغراءِ؛ أي: الْزَم رِفقَك، أو على المَصدرِ؛ أَرْوِد رُوَيدك، مثل: ارفُق رفقك.
          قوله: «يرتاد لِبَولِه»؛ أي: يطلُب مَوضعاً له، والارتيادُ الطَّلبُ والاختِيارُ.
          891- «رَوْضَةٌ من رياضِ الجنَّة» [خ¦1195] هي كلُّ مكانٍ فيه نباتٌ مُجتمَع، قال أبو عُبيدٍ: ولا يكون إلا في الارتفاعِ، قال غيرُه: ولا بُدَّ فيها من ماءٍ، والمُراوَضَة التَّساومُ، من راضَه يرُوضُه؛ أي: كلُّ واحدٍ منهما يروضُ صاحبه ليسلس وينقاد على ما يريدُ منه.
          892- و«الرَّوع» [خ¦3] النَّفسُ، وقيل: الرُّوعُ بالضَّمِّ مَوضِع الرَّوعِ بالفَتحِ، وهو الفزعُ.
          وقوله: «فلم يرُعهُم إلَّا الدَّم» [خ¦463]؛ أي: لم يُفْزِعْهم، و«لم تُرَع» [خ¦1121]، و«أُرَوَّع»، و«لم تُراعوا» [خ¦2908]، كلُّه من الفزَعِ؛ أي: لا فزَع عليكم، ولا فزَع عليك يعني ابنَ عمرَ؛ أي: يَقصِد بذلكَ.
          وقد تقدَّم: «لن تُرَع» بالجزم بـــ«لن» للقابِسيِّ.
          و«لم يَرُعني إلَّا رجلٌ آخدٌ بكَتفِي» [خ¦3685]؛ أي: لم يُنبِّهني، و«روعة الخيل» خوف صدمتها، و«لم يَرُعهُم»؛ أي: لم يفزِعْهم، ولم يصِبْهم فزَع.
          893- و«بابُ الرَّيَّان» [خ¦1896] من الرِّيِّ، وهو استيفاءُ الشُّرب حتَّى يمتلئ محلُّه من الجسمِ امتِلَاء لا يحتَمِل زيادَة، وخُصَّ به الصَّائمُون جزاءً على عَطشِهم في الدُّنيا، ومنه: «حتَّى بلَغ منِّي الرِّيُّ»، و«حتَّى إنِّي لأرى الرِّيَّ». [خ¦82]
          و«يوم التَّروِيَة» [خ¦166] اليومُ الثَّامن من ذي الحجَّةِ، مخفَّف الياء، / سُمِّي بذلك؛ لأنَّ النَّاس يتَزوَّدون فيه الرِّيَّ من الماءِ بمكَّةَ، وقيل: لأنَّهم يروون فيه عمل حجِّهم ويتعرَّفونه قولاً وعملاً. ورَوِيَ يَروَى من الماء، ورَوَى يَرْوِي الخبرَ إذا حفِظَه أوحدَّث به غيره رِوايَةً، والرَّواءُ بالفتح والمدِّ والرِّوَى مَقصور مَكسور الأوَّل، هو ما يُروِي من الماء وغَيرِه، وهو أيضاً مَصدرُ رَوِي، قوله: «حتَّى رَوِي النَّاس رِيَّاً» بالكَسرِ في الاسمِ والمَصدرِ، وقال الدَّاوُديُّ: رَيَّاً في المَصدرِ بالفَتحِ.
          و«الرَّاوية» القِربَة الكَبيرة الَّتي تروِي، وهي المَزَادَة، وقال يعقوبُ: الرَّاوية البعيرُ، ووعاءُ الماءِ مَزادة، سُمِّيت بذلك لزِيادَة جِلْدٍ ثالثٍ فيها على جِلدَين.
          وقوله: «فأمَر برَاوِيَتِها فأُنِيخَت» الظَّاهرُ أنَّه البعِيرُ، ويحتَمِل أن يريد المَزادَتين، سمَّاها بالبعيرِ الذي هو الرَّاوِية لحملِه إيَّاها، ويحتَمِل أن يُسمَّى البعير رَاوِية؛ لأنَّه تستقى عليه الرَّاويةُ، كما يُسمَّى ناضحاً لنضحِه الماء، ورواه السَّمرقَنديُّ: «رَاوِيَتَيها» بالتَّثنِيةِ، وهو بيِّن في تَسمِيتها بذلكَ، وقوله: «فبعَث برَاوِيَتها فشَرِبْنا» يعني: الوعاءَ، ويحتَمِل البعير.
          894- وقوله في حَديثِ الدَّجَّالِ: «فيضرِبُ رِواقَه فيخرُج إليه كلُّ مُنافِق» رَوْق الإنسانِ همُّه ونفسُه إذا ألقاه على الشَّيءِ حِرصاً عليه، ويقال: الرَّوقُ: الثِّقل يعني جمُوعَه، والرَّواق أيضاً كالفُسطاطِ والمِظلَّةِ، وأصله ما يكون بين يدي البيت، وقيل: رِواقُ البيت: سَماواته، وهو الشِّقَّة التي تكون تحت العُلْيا.


[1] في نسخنا من مسلم ░3012▒: (فخرجت أحضر).
[2] في أصول «المطالع»: (فتروحتها) و(فترُّجْتُها)، وقوَّمناه من نُسخ «المشارق» و«مسلم».
[3] ونسب إلى القُحَيْفِ العُقَيْلِي، انظر: «أدب الكاتب» ░507▒ و«الكامل في الأدب» ░2/141▒.