انتقاض الاعتراض

باب صيام أيام البيض

          ░60▒ (بابٌ: صِيَامُ أَيَّامِ الْبِيضِ(1) )
          قالَ الْجَوَالِيقِيُّ: مَنْ قَالَ الْأَيَّامَ الْبِيضَ فَجَعَلَ الْبِيضَ صِفَةَ الْأَيَّامِ فَقَدْ أَخْطَأَ
          قال (ح):(2) فِيهِ نَظَرٌ؛ لِأَنَّ الْيَوْم الْكَامِلَ عندَ الإطلاقِ هُوَ النَّهَارُ بِلَيْلَتِهِ بدليل: سافرتُ ثلاثةَ أيامٍ، وأقمْتُ أربعةً، ونحو ذلك، وليسَ في الشَّهرِ ما هو أبيضُ كلُّه إلاَّ هذهِ الأيام؛ لأنَّ ليلَها أبيضُ بالقمرِ، ونهارها أبيضُ بالإِمالة(3)، فصحَّ قولُ مَنْ يصفُ الأيَّامَ الثَّلاثةَ بالبيضِ بهذا التَّقرير.
          قال (ع):(4) / هَذَا كَلَامٌ واهٍ، وَتصرفٌ غيرُ مُوَّجهٍ؛ لأنَّ قوله: لِأَن الْيَوْمَ الْكَامِلَ هُوَ النَّهَارُ بليلتهِ غيرُ صَحِيح؛ لِأَن الْيَوْمَ الْكَامِلَ فِي اللُّغَةِ: عبارَةٌ عَنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى غُرُوبهَا، وَفِي الشَّرْعِ(5) : عَن طُلُوعِ الْفجْرِ الصَّادِقِ، وَلَيْسَ للبلد(6) دَخل فِي حدِّ النَّهَار.
          وقوله: «نهارهُا(7) أبيض» يَقْتَضِي أَنَّ بَيَاضَ نَهَارِ الْأَيَّامِ الْبيضِ(8) مِنْ بَيَاضِ(9) اللَّيْلَةِ، وَلَيْسَ كَذَلِك؛ لِأَنَّ بَيَاضَ الْأَيَّامِ كلِّهَا بِالذَّاتِ، وَأَيَّامُ الشَّهْرِ كلُّهَا(10) بيض، فَسقطَ قَوْله: وَلَيْسَ فِي الشَّهْرِ يَوْمٌ أَبيضٌ كُلُّه إلاَّ هَذِه الْأَيَّام، وَهل يُقَالَ ليَوْمٍ(11) منْ أَيَّامِ الشَّهْرِ غير أَيَّام الْبيض هَذَا يَوْمٌ بياضُه غيرُ كَامِل؟ أَو يُقَال: هَذَا كُلُّه لَيْسَ بأبيض؟ أَو يُقَال: بعضه أَبيض؟ فَبَطل قَوْله، فصحَّ(12) قَولُ(13) الْأَيَّامِ الْبيضِ على الْوَصْف.


[1] قوله: «بابٌ: صِيَامُ أَيَّامِ الْبِيضِ» غير واضحة في (د).
[2] قوله: «(ح)» غير واضحة في (د).
[3] في (س) و(ظ): «بالأصالة».
[4] قوله: «(ع)» غير واضحة في (د).
[5] في (ظ): «وفي الشروع».
[6] في (س): «لليلة».
[7] في (ظ): «ونهارها».
[8] قوله: «البيض» ليس في (د) و(س) و(ظ).
[9] قوله: «بياض» ليس في (س).
[10] في (س): «كأنها».
[11] في (س): «اليوم».
[12] في (د) و(س) و(ظ): «فيصح ».
[13] في (ظ): «قوله».