انتقاض الاعتراض

باب الصائم يصبح جنبًا

          ░22▒ (بابٌ: الصَّيام يصبحُ جُنُبًا(1) )
          ذكرَ فيه حديثَ أبي هريرةَ في ذلك.
          قال (ح): بعدَ أنْ أوردَ مِنَ «الموطأ» مِنْ طريقِ أبي بكر بنِ عبد الرَّحمن أنَّ مروانَ قالَ لعبدِ الرَّحمن _يعني والد أبي بكر_: أقسمتُ عليك لَتَرْكَبَنَّ دابتي إلى أبي هريرةَ فإنَّه بأرضٍ بالعقيقِ، قال: فركبتُ فلقينا أبا هريرةَ عندَ بابِ المسجدِ.
          قال (ح)(2) : الظَّاهرُ بالمسجدِ هنا، مسجدُ أبي هريرةَ بالعقيقِ لا المسجدِ النَّبويِّ، والتقيا(3) بالعقيقِ، وأبو هريرةَ يريدُ الرَّجوعَ إلى المدينةِ فتحدثا، فلمَّا انتهى حديثَهُما حتَّى وصلا إلى / المسجدِ النَّبويِّ.
          قال (ع)(4) : الحاملُ على هذا التَّعَسُّفِ تفسيرُ المسجدِ بمسجدِ العقيقِ، ولو فسَّرَه بمسجدِ ذي الحُلَيفة لاسْتَرَاح؛ لأنَّه قال: أولًا في الكلامِ على قولهِ: إنَّهما لم يجداه بالعقيقِ، يُحْتَمَلُ أنَّهما لَمَّا لمْ يَجِداه بالعقيقِ وجداه بذي الحُلَيفة، يَجْمَعُ بينهما بذلكَ، ولا دلالةَ في الحديثِ على هذا التَّفسيرِ، لأنَّا نقولُ: منْ قالَ إنَّه كان لأبي هريرةَ مسجدٌ بالعقيق؟، وأمَّا المسجدُ النبوي(5) بذي الحُليفة فقد نصَّ عليه أهل السِّيرِ والأخبارِ.انتهى.
          ومَن تأملَ سياقَ ما جمعَ به (ح)(6) بين الْمُخْتَلِفِ من هذهِ القِصَّة عذرَ، وعَرفَ تحاملَ (ع)(7) بما(8) لا يخفى فساده.


[1] قوله: «بابٌ: الصَّيام يصبحُ جُنُبًا » غير واضحة في (د).
[2] قوله: «(ح)» بياض في (د).
[3] في (ظ): «أو التقيا».
[4] قوله: «قال (ع)» بياض في (د).
[5] قوله: ((النبوي)) زيادة من (س).
[6] قوله: «(ح)» بياض في (د).
[7] قوله: «(ع)» بياض في (د).
[8] في (س): «مما».