انتقاض الاعتراض

باب: إذا جامع في رمضان

          ░29▒ (بابٌ: إذا جامعَ في رمضان(1) )
          قال (ح): وَقَعَ فِي بَعْضِ طُرُقِ عَائِشَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ فَجَاءَهُ عرفات(2)، والمشهورُ في غيرها عندَ مُسْلمٍ وغيرهِ عَرَقٌ، وَرَجَّحَهُ الْبَيْهَقِيُّ وغيره(3) وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا بِتَعَدُّدِ الْوَاقِعَةِ، وَالَّذِي(4) يَظْهَرُ أَنَّ الثمر(5) كَانَ قَدْرَ(6) عَرَقٍ(7) لَكِنَّهُ كَانَ وِعَاءَيْنِ كلٌّ مِنْهُما يَسَعُ ما في الفَرَقِ(8)، فَسَمَّاهُ(9) لسُهولةِ(10) التَّحميلِ على الدَّابةِ، فَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْآتِيَ بِهِما(11) لَمَّا وَصَلَ أَفْرَغَ أَحَدَهُمَا(12) فِي الْآخَرِ، فَمَنْ قَالَ عَرَقَانِ أَرَادَ ابْتِدَاءَ الْحَالِ، وَمَنْ قَالَ عَرَقٌ أَرَادَ مَا آلَ إِلَيْهِ.
          قال (ع): كَونُ الْمَشْهُورِ عَرَقًا لا يستلزمُ الرِّوايةَ الأخرى، وَمِنْ أَيْن تَرْجِيحُ رِوَايَةِ غيرُ مُسلمٍ على رِوَايَة مُسلم؟، هذا مجردُ دعوى لِتَحْسينهِ مَذْهَبَه، ودعوى التَّعددِ غيرُ صحيحةٍ؛ لأنَّ الأصلَ عَدَمَه، ولا سيما إذا كانَ الْمُخْرِجُ مُتَحِدًا.
          وقوله: والذي يظهرُ...إلى آخره، كلامٌ ساقطٌ جدًّا، وتأويلٌ(13) فاسدٌ، ومنْ أينَ هذا(14) الظُّهورُ الذي يذكرُهُ بغيرِ أصلٍ؟ ولا دليلَ منْ نصِّ الحديثِ، ولا مِنْ قرينةٍ في الخارجِ، وإنَّما هو مِنْ / آثارِ رائحةِ التَّعَصُبِ نُصيرةً(15) لما ذهبَ إليه، والحقُّ أحقُ أنْ يُتَّبَعَ، واللَّه وليُّ العِصْمَةِ.


[1] قوله: «إذا جامعَ في رمضان » غير واضحة في (د).
[2] في (د): «عرفان»، وفي (ظ): «فجاء عرقات».
[3] قوله: ((وغيره)) زيادة من (د)، وفي (س): «وجمع غيره بينهما».
[4] في (س): «الذي» بلا واو.
[5] في (د) و(س) و(ظ): «التمر».
[6] في (د) و(س) و(ظ): «قد ».
[7] في (د): «عزق »، وفي (س) و(ظ):«غرق».
[8] في (س): «العرق».
[9] في (س): «قسمًا».
[10] في (ظ): «للسهولة».
[11] قوله: «بهما » ليس في (س).
[12] في (س): «إحداهما».
[13] في (س): «تأويل» بلا واو.
[14] قوله: ((هذا)) زيادة من (د) و(س).
[15] في (س): «نصرة».