إنعام المنعم الباري بشرح ثلاثيات البخاري

حديث: أن النبي أتي بجنازة ليصلي عليها فقال هل عليه من دين

          8- قولُهُ: (حَدَّثَنَا أَبُوْ عَاصِمٍ) الضَّحَّاكُ بنُ مخلدٍ النَّبيلُ الشَّيبانيُّ البصريُّ (عَنْ يَزِيْدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ) بضمِّ العينِ مصغَّراً من غير إضافةٍ، الأسلميِّ مولى سلمةَ بن الأكوعِ (عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ) هو ابنُ عمرِو بن الأكوَعِ.
          وهذا ثامنُ ثلاثياتِ البُخاريِّ ☼.
          أخرجَهُ في الرُّبعِ الأوَّلِ من الجُّزءِ التَّاسِعِ في كتابِ الكفالَةِ، بابُ من تكفَّلَ عن ميِّتٍ دَيْنَاً فليسَ لهُ أن يرجعَ.
          قولُهُ ☺: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم أُتِيَ بِجَنَازَةٍ) بضمِّ الهمزَةِ، ليُصَلِّي علَيها، فقالَ: (هَلْ عَلَيْهِ، أَيْ الميِّتِ دَيْنٌ، فَقَالُوْا: لا؛ فَصَلَّى عَلَيْهِ) زادَ في الحديثِ السَّابِعِ قَالَ: / فهلْ تركَ شيئاً؟ قالُوا: لا، ثم أُتِيَ بجنازةٍ أُخرى، فقالَ: هلْ عليهِ دينٌ، قالُوا: نعم عليهِ دَيْنٌ.
          زادَ في الرِّوايَةِ السَّابقةِ: ثلاثةُ دنانيرَ، قالَ: صلُّوا. ولأبي ذَرٍّ: <فَصَلُّوْا عَلَى صَاحِبِكُمْ> قالَ أبو قتادةَ الحارثُ بن ربعيٍّ الأنصاريُّ: عليَّ دَيْنُهُ، ولابنِ ماجةَ: أنا أتكفَّلُ بهِ يا رسولَ اللهِ فصلَّى عليه صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ.
          واقتصرَ في هذهِ الطُّرقِ على اثنينِ من ذكرِ الأمواتِ الثَّلاثَةِ المذكورَةِ في الرِّوايَةِ السَّابِقَةِ، وقد تقدَّمَ في تلكَ الطَّريقِ تامَّاً، وقد ساقَهُ الاسماعيليُّ هُنا تامَّاً وساقَ في قصَّةِ المحذوفِ أنَّهُ صلعم قالَ: ثلاثَ كَيَّاتٍ.
          وكأنَّهُ ذكرَ ذلكَ لكونِهِ كانَ من أهلِ الصِّفَّةِ _رضوانُ اللهِ عليهم _ فلم يعجبْهُ أن يدَّخِرَ شيئاً، واستدلَّ بهِ على جوازِ ضمانِ ما على الميِّتِ من دَيْنٍ إن لم يتركْ وفاءً، وهو قولُ الجُّمهورِ خلافاً لأبي حنيفةَ، وقد بالَغَ الطَّحاويُّ في نُصْرَةِ قولِ الجُّمهورِ؛ ثم أوردَ فيهِ حديثَ جابرٍ، واللهُ أعلمُ وعلمُهُ أعزُّ وأحكَمُ. [خ¦2295]