إنعام المنعم الباري بشرح ثلاثيات البخاري

حديث: أهريقوا ما فيها واكسروا قدورها

          17- قولُهُ: (حَدَّثَنَا المَكِّيُّ) بْنُ إبراهيمَ بن بشيرِ بن فرقدٍ الحنظليُّ.
          وهذا الحديثُ هو السَّابعُ عشرَ من ثلاثياتِ الإمامِ.
          أخرجَهُ في الرُّبعِ الأوَّلِ من الجُّزءِ الثَّالثِ والعشرينَ، في كتابِ الصَّيدِ والذَّبائحِ، في بابِ آنيةِ المجوسِ والميتَةِ منهُ.
          (قَالَ: حَدَّثَنَا) وفي القَسطلانيِّ: حَدَّثَنِي، بالإفرادِ (يَزْيْدُ بْنُ أَبِي عُبِيْدٍ) الأسلميُّ مولى لسلمةَ بن الأكوعِ.
          قولُهُ: (عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ) هو ابنِ عمرِو بن الأكوعِ أنَّهُ قالَ: (لَمَّا أَمْسَوْا يَوْمَ فَتَحُوْا خَيْبَرَ أَوْقَدُوْا النِّيرانَ) قالَ النَّبيُّ صلعم: «على مَا» بألفٍ بعد الميمِ.
          ولأبي ذَرٍّ(1) عن الكُشميهنيِّ: علامَ أَوْقَدْتُمْ هذهِ النِّيران، قالُوا: لحومٍ، بالجرِّ أي: على لحومِ الحُمُرِ الإنسيَّةِ، بفتحِ الهمزَةِ والنُّونِ وبكسرِ الهمزَةِ وسكونِ النُّونِ لغتانِ، وسقطَ لفظُ «الحُمُرِ» لأبي ذَرٍّ.
          قولُهُ: (قَالَ صلعم: أَهْرِيْقُوْا) بهمزةٍ مفتوحَةٍ، ولأبي ذرٍّ: هَريقُوا.
          قولُهُ: (مَا فِيْهَا وَاكْسِرُوْا قُدُوْرَهَا) مبالغةً في الزجر.
          وسقط قوله: «واكسروا قدورها» لابن عساكر.
          قولُهُ: (فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، نُهْرِيْقُ مَا فِيْهَا وَنَغْسِلُهَا) استفهامٌ محذوفُ الأداةِ.
          (فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: أَوْ ذَاكَ) بسكونِ الواوِ، وإشارةٌ إلى التَّخييرِ بين الكسرِ والغسلِ، وغَلَّظَ أوَّلاً حسماً للمادَّةِ فلمَّا سلَّموا الحكمَ وضعَ عنهم الإصرَ، والأمرُ بغسلِهَا حكمٌ بالتَّنجيسِ فيستفادُ منهُ تحريمُ أكلِهَا، وهو دالٌّ على تحريِمِها لِعَيْنِهَا لا لمعنىً خارجٍ.
          وسقطَ لغيرِ أبي ذرٍّ وابنِ عساكر: فقالَ النَّبيُّ صلعم ، واللهُ تعالى أعلمُ. [خ¦5497]


[1] في المطبوع: (ولابن أبي ذر) وهو خطأ، إذ ليس في رواة البخاري من اسمه هكذا، وبدليل ما في كتب الشروح.