إنعام المنعم الباري بشرح ثلاثيات البخاري

حديث: كتاب الله القصاص

          16- قولُهُ: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن مثنَّى بن عبدِ اللهِ بن أنسِ بن مالكِ بن النَّضرِ الأنصاريُّ، وسقطَ: ابنُ عبدِ اللهِ، لأبي ذرٍّ: (قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ) الطَّويلُ.
          وهذا الحديثُ هو السَّادسُ عشرَ من ثلاثياتِ الإمامِ.
          أخرجَهُ في الرُّبعِ الثَّاني من الجزءِ الثَّامِنِ عشرَ في كتابِ التَّفسيرِ، بابُ قولِهِ تَعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} [البقرة:178] إلخ.
          قولُهُ: (أَنَّ أَنَسَاً حَدَّثَهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صلعم ، قالَ: كِتَابُ اللهِ القِصَاصُ) برفعِهما، على أنَّ «كتابُ الله» مبتدأٌ، و«القِصاصُ» خبرُهُ، ونَصْبُهُمَا على أنَّ كتابَ اللهِ إغراءٌ والقِصاصُ بدلٌ، ونصبُ الأوَّلِ ورفعُ الثَّاني على أنَّهُ مبتدأٌ محذوفُ الخبرِ، أي: اتَّبعُوا كتابَ اللهِ ففيهِ القِصَاصُ. /
          والمعنى: حكمُ كتابِ اللهِ، ففيهِ حذفُ مضافٍ، وهو يُشيرُ إلى قولِهِ تَعالى: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة:45] وقولُهُ: {وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ} [المائدة:45] هكذا أوردَهُ مُختصراً، وساقَهُ البُخاريُّ في كتابِ الصُّلحِ بهذا الإسنادِ مطوَّلاً وفي كتابِ الدِّياتِ.
          قالَ الخطَّابي: قولُهُ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ} [البقرة:178] إلخ: ويُحتاجُ إلى تفسيرِهِ؛ لأنَّ العفوَ يقتضي إسقاطَ الطَّلبِ فما هو إلا اتباعٌ، وأجابَ بأنَّ العفوَ في الآيةِ محمولٌ على العفوِ على الدِّيَةِ فيتَّجِهُ حينئذٍ المطالبةَ بها، ويدخلُ فيهِ بعضُ مُسْتَحِقِّي القصاصِ؛ فإنَّهُ يسقطُ وينتقِلُ حقُّ من لم يعفَ إلى الدِّيةِ فيطالبُ بحصَّتِهِ، واللهُ أعلمُ. [خ¦4499]