التلويح شرح الجامع الصحيح

باب الأردية

          ░7▒ وقال في:باب الأَرْدِيَةِ
          وَقَالَ أَنَسٌ: «جَبَذَ أَعْرَابِيٌّ رِدَاءَ النَّبِيِّ صلعم».
          يريد بذلك ما ذكره هو في (باب البرود والحِبَرة) بعدُ مسندًا.
          الحديث في: بَابُ لُبْسِ القَمِيصِ.
          في إلباسه صلعم القميص عبد الله بن أبي قميصه المذكور في كتاب الجنائز.
          وكذا حديث ابن عمر المذكور في الحج.
          وكذا حديث: ليس فيها قميص [خ¦1264] رواه الترمذي عن أم سلمة: «كان أحب الثياب إلى رسول الله صلعم القميص» وقال: حسن غريب، إنما نعرفه من حديث عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بُريدة عن أم سلمة. وروى بعضهم هذا الحديث عن أبي تُميلة عن عبد المؤمن عن عبد الله بن بُريدة عن أمه عن أم سلمة، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث ابن بُريدة عن أمه عن أم سلمة أصح.
          وعن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: «كان كم النبي صلعم إلى الرسغ»، وقال: حسن غريب.
          وعن أبي هريرة: «كان النبي صلعم إذا لبس قميصًا بدأ بميامنه»، قال أبو عيسى: روى هذا الحديث غير واحد عن شعبة ولم يرفعه، وإنما رفعه عبد الصمد بن عبد الوهاب، عن شعبة، ومن هذا الوجه أخرجه البُسْتي في «صحيحه».
          وعن أبي سعيد: «كان رسول الله صلعم إذا اسْتَجَدَّ ثوبًا سماه باسمه، عمامة أو قميصًا أو رداء» الحديث.
          وروى أبو داود أن حماد بن سلمة وعبد الوهاب أرسلاه.
          وذكر ابن العربي في كتاب «سراج المريدين»: ما سمعت للقميص ذكرًا صحيحًا إلا قوله تعالى: {اِذْهَبُوُا بِقَمِيْصِيْ}[يوسف:93]، وحديث ابن أبي وتكفينه / . وقد لبسه أبو بكر الصديق، وابن عباس، وأبو قتادة، وسعد بن أبي وقاص، وابن أبي أوفى، وجابر وأنس وأبو سعيد وأبو هريرة وابن الزبير وعائشة، ومن التابعين الأحنف بن قيس وابن أبي ليلى وشُريح والشعبي وعروة وأبو بكر بن عبد الرحمن وعمر بن عبد العزيز أيام إمارته.
          وزاد ابن أبي شيبة في «المصنف»: القاسم بن محمد وعبيد الله بن عبد الله والحسين بن علي وأبا بَكْرة وقيس بن أبي حازم وشُبيل بن عَزْرة وأبا عبيدة بن عبد الله ومحمد بن علي بن حسين وعلي ابن حسين وسعيد بن المسيب وعلي بن زيد وابن عون.
          وعن خيثمة: أن ثلاثة عشر من أصحاب محمد صلعم كانوا يلبسون الخز.
          قال ابن بطال: وروي عن مالك أنه قال: لا يعجبني لبس الخز ولا أحرِّمه.
          قال الأبهري: إنما كرهه لأجل السَّرف، ولم يحرمه من أجل من لبسه، وقد كرهه ابن عمر وسالم والحسن ومحمد وابن جبير.
          وعند أبي داود من حديث عبد الله بن سعد عن أبيه قال: «رأيت رجلًا ببخارى على بغلة عليه عمامة خز سوداء، فقال: كسانيها رسول الله صلعم».
          قال النسائي: قال بعضهم: قيل: إن هذا الرجل عبد الله بن خازم السلمي أمير خراسان.
          ولما ذكره البخاري في «تاريخه» قال: ما أرى أنه أدرك سيدنا رسول الله صلعم.
          قال أبو داود: وقد لبس الخز من الصحابة عشرون نفسًا، أقل أو أكثر.
          ذكر الزاهدي: أن ما كان من الثياب الغالب عليه القز كالخز وغيره فلا بأس به، ويكره ما كان ظاهره القز، وكذا ما كان خط منه قز وهو ظاهر فلا خير فيه.
          وظاهر مذهب أبي حنيفة عدم الجمع في المتفرق إلا إذا كان خط منه خز وخيط منه غيره بحيث يرى كله خزًا / فلا يجوز، فأما إذا كان كل واحد مستبينًا كالطرز في عمامته، فظاهر المذهب أنه لا يجمع، والله تعالى أعلم.