تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: لو أن لابن آدم مثل واد مالاً

          1029- التَّوْبَةُ والمتابُ واحدٌ، وتابَ وأنابَ، أي رَجَعَ إلى الطاعَةِ وتركَ المعصيةَ. ويتوبُ الله على من تابَ: أي يَقْبَلُ توبَةَ من رجعَ عن معصيتِهِ إلى طاعتِهِ، وتابَ اللهُ عليهم: أي حَوَّلهم من مَعصيتِهِ إلى طاعَتِهِ، وقَلَّبَ قلوبَهم إليها، وقوله: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [المزمل:20] أي ثبَّتكُمْ على ما رَجَعْتُمْ إليهِ، وقد يكونُ الردُّ / من التشديدِ إلى التخفيفِ، كقوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} [المزمل:20] أي تقومُوا بما فرضَ عليكم من قيامِ اللَّيلِ{فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [المزمل:20] أي رَدَّكم إلى التخفيفِ، وقد يكونُ الردُّ من الحظرِ إلى الإباحةِ، كقوله: {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُوْنَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ}(1) [البقرة:187] أي رَدَّكُمْ إلى إباحةِ ما كان حُظِرَ عليكم، وقوله: {فَتُوبُوْا إِلَى بَارِئِكُمْ}(2) [البقرة:54] أي ارجِعوا إلى طاعتِهِ، والله ╡ التوَّابُ على عبادهِ، أي يَرُدُّهُمْ إلى الطاعاتِ ويتقبَّلُ منهم الرُّجوعَ إليها، والتوَّابُ من العبادِ الراجعُ إلى طاعاتِ ربِّهِ.


[1] في الأصل: علم أنكم، وهو خطأ، والصحيح ما أثبت من المصحف.
[2] في الأصل: توبوا إلى ربكم، وهو خطأ، والصحيح ما أثبت من المصحف.