تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: أن النبي خرج إلى أرض تهتز زرعاً

          1000- (اهتزَّتِ الأَرْضُ بِالنَّبَاتِ) أي ظهرَ فيها منه ما حَسُنَ.
          (مَنَحَ الأَرْضَ) أي أباحَ زراعَتَها بغيرِ أجرٍ، ومنحَ الشَّاةَ: إذا أباحَ أخذَ لَبنها بغيرِ ثَمَنٍ.
          (المُحَاقَلَةُ) المنهيُّ عنها فيها أقوالٌ:
          أَحَدُهَا: اكتِراءُ الأرضِ بالحنْطَةِ، وقد جاءَ ذلك في بَعْضِ الأحاديثِ. وقِيْلَ: هي المزارَعةُ بالثُّلثِ والرُّبعِ وأقلَّ من ذلك وأكثرَ. وقالَ أبو عُبَيْدٍ: هو بيعُ الطعامِ في سُنْبُلِهِ، مأخوذٌ من الحقْلِ، والحَقْلُ: القَرَاحُ في تسميَةِ أهلِ العراقِ، وفي بعضِ الحديثِ: «مَا تَصْنَعُوْنَ بمَحَاقِلِكُمْ» أي بمَزارعِكُمْ، ويُقالُ للرَّجلِ: احقِلْ أي ازْرَعْ، قالَ: وإنَّما وقعَ الحَظْرُ عن ذلكَ؛ لأنه لا يجوزُ في شيءٍ من المَكِيْلِ منهُ والمَوْزُوْنِ من جنسٍ واحدٍ إلا أن يكونَ مِثْلاً بمِثْلٍ ويداً بيدٍ، وهذا هَهُنا مجهولٌ لا يُدْرَى مقدَارُهُ. وقال اللَّيثُ: الحِقْلُ الزَّرْعُ إذا تشعَّبَ قبلَ أن يغلظَ سوقُهُ / فإنْ كانت المحاقلةُ مأخوذةً من هذا فهو بيعُ الزَّرْعِ قبل إدراكِهِ، قال: والحِقْلَةُ المزرَعَةُ، ومنه قولهُم: (لا تُنْبِتُ البَقْلَةُ إِلَّا الحَقْلَةُ).
          (إِنْشَاءُ الحَجِّ) أي ابتداؤُهُ.