التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

تتمة غريب آيات سورة الكهف

          (قِبَلًا و {قُبُلًا}[الكهف:55]وَقَبَلًا [استئنافًا] (1)) قال السَّفَاقُسِي: لا أعرف هذا التفسير؛ إنَّما هو استقبالًا، وهو يعود على الآخرة (2) منهن بفتح القاف والباء.
          وقرأ عاصم والكسائي: «قُبُلًا» بضمتين، قال الكسائي: عيانًا، وقرأ الباقون بكسر القاف وفتح الباء.
          ({لَكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي}[الكهف:83]) أي: لكن أنا هو الله ربي، ثم حذفت الألف وأدغم إحدى النونين في الأخرى.
          فيه أمران: أحدهما: ظاهره أنَّه حذف همزة «أنا» اعتباطًا (3) ، فالتقى مثلان فأدغم، وهو رأي لبعض النحويين.
          وقيل: إنه حذف قياسي وأنه قبل الحذف ونقل حركة همزة «أنا» إلى نون «لكن»، ثم حذفت الهمزة على القياس في التخفيف بالنقل، فالتقى مثلان فأدغم.
          ورجح بعضهم الأول، وضعف هذا بأن المحذوف لعله بمنزلة الثابت، وحينئذ فيمتنع الإدغام؛ لأن الهمزة فاصلة في التقدير.
          الثاني: أنَّه قدر مبتدأين وإنَّما هو ثلاثة، وأصله: أنا هو الله ربي، فأنا مبتدأ وهو مبتدأ ثان وهو ضمير الشأن، والله مبتدأ ثالث وربي خبر الثالث، والثالث وخبره خبر الثاني، والثاني وخبره خبر الأول، والرابط بين الأول وخبره الياء في ربي.
          ({هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ}[الكهف:44]مَصْدَرُ الْوَلِيِّ) وروي مصدر الولاء، وقرئ في السبع بكسر الواو وفتحها، وحكي عن أبي عمرو والأصمعي: أن كسرها لحن؛ لأن فعالة إنَّما تجئ فيما كان صنعة أو معنى متقلدًا، وليس هناك تولي أمور.


[1] ما بين معقوفين زيادة من [ق] .
[2] في [ب] : الأخيرة.
[3] في المخطوطات: اعتياضًا.