التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

{حم} السجدة

          ░░░41▒▒▒ (حم فصلت)
          ({ائْتِيَا}[فصلت:11] أعْطِيَا) ليس ائتيا بمعنى أعطيا معروفًا في كلام العرب، قال السَّفَاقُسِي: لعل ابن عباس قرأ بالمد لأن أتى مقصورة بمعنى جاء، وممدودة رباعي بمعنى أعطى.
          وقال السهيلي في «أماليه»: قد ذكر أن البخاري ⌂ كان يهم في القرآن، وأنه أورد في كتابه آيًا كثيرة على خلاف ما هي في التلاوة، فإن كان هذا الموضع منها وإلا فهي قراءة بلغة، ووجهها أي: أعطيا الطاعة، كما يقال: فلان يعطي الطاعة لفلان، والمعنى: أتينا ما يراد منا، وقد قرئ: {ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا }[الأحزاب:14]وآتوها، والفتنة خلاف الطاعة أو ضدها، وإذا جاز الإيتاء في هذه جاز في هذه.
          (وقال: {السَّمَاءُ بَنَاهَا}[النازعات:27-28]) صوابه: أم السماء.
          ({مِنْ أَكْمَامِهَا}[فصلت:47]قِشْرُ الْكُفَرَّى) بضم الكاف وفتح الفاء وقد تضم وتشديد الراء مقصور: كم النخل؛ لأنَّه يستر ما في جوفه، وهو وعاء الطلع وقشره الأعلى، قاله الأصمعي وغيره.
          وقيل: وعاء كل شيء كافوره، وقال الخطابي: قول الأكثرين: أن الكفرَّى الطَّلع بما فيه، وعن الخليل أنَّه الطلع، وقوله في الحديث: «قشر الكفرى» يصحح قوله.
          (والهُدَى الَّذِي هُوَ بِمَنْزِلَةِ الإِرْشَادِ بِمَنْزِلَة أَسْعَدْنَاه) قال السهيلي: هو بالصاد أقرب إلى تفسير أرشدناه من أسعدناه بالسين؛ لأنَّه إذا كان بالسين كان من السَّعد والسعادة (1) ، وأرشدت الرجل إلى الطريق وهديته السبيل بعيد من هذا التفسير.
          فإذا قلت: أصعدناهم بالصاد خرج اللفظ إلى معنى الصعدات في قولهم: «إياكم والقعود على الصعدات» وهي الطرق، وكذلك أصعد في الأرض: إذا سار فيها على قصد، فإن كان البخاري قصد هذا وكتبها في نسخته بالصاد التفاتًا إلى حديث الصعدات، فليس بعجيب، ولا ينكر.


[1] في [ب] : والشقاوة.