التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

{والذاريات}

          ░░░51▒▒▒ (الذَّارِيَاتِ)
          (قَالَ عَلِيٌّ: [{الذاريات}] (1) الرِّيَاحُ) قلت: أسنده عبد الرزاق في «تفسيره» عن معمر عن وهب بن (2) عبد الله عن أبي الطفيل أن ابن الكوا سأل عليًا عن ذلك فقال: «الذاريات الرياح، {فَالحَامِلَاتِ وِقْرًا}[الذاريات:2]السحاب، {فَالجَارِيَاتِ يُسْرًا}[الذاريات:3]: السفن، {فَالمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذاريات:4] الملائكة» وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
          ({الرَّمِيمُ}[الذاريات:42] نَبَاتُ الأَرْضِ إِذَا يَبِسَ وَدِيسَ) بكسر الدال من الدوس: وطء الشيء بالأقدام والقوائم حتى يتفتت، ومنه دياس الزرع.
          ({إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:56]) يقول: ما خلقت أَهْلَ السَّعَادَةِ من الفريقين إلا ليوحِّدون، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَلَقَهُمْ لِيَفْعَلُوا فَيفَعَلَ بَعْضٌ، وَيتَرَكَ بَعْضٌ، وَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لأَهْلِ الْقَدَرِ.
          قلت: هذا يدل على إمامة البخاري في علم الكلام، وذكر للآية تأويلان، أحدهما: أن اللفظ عام والمراد خاص، وهم أهل السعادة، وكل ميسر لما / خلق له.
          ثانيهما: خلقهم معدين للعبادة، كما تقول: البقر مخلوقة للحرث، وقد يكون فيها ما لا يحرث.


[1] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .
[2] في (ظ) و(ق) تصحيفًا: عن.