التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

سورة النحل

          ░░░16▒▒▒ (النَّحْلِ) (قَالَ مُجَاهِدٌ: تَمِيدُ: تَكَفَّأُ) ضبطه بعضهم بضم التاء وتخفيف الفاء، وبعضهم بفتح التاء وتشديد الفاء بعدها همزة، قال السَّفاقُسيُّ: وهو أشبه، وقيل: «تَمِيدُ» تتحرك.
          ({مُفْرَطُونَ} مَنْسِيُّونَ) أي: متروكون في النار، وقال الحسن: معجلون، والفارط: السابق إلى الماء، وهذا التفسير على قراءة فتح الراء، ومن قرأ بكسر الراء المشددة فمعناه: مبالغون في الإساءة.
          (وَقَالَ غَيْرُهُ: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ}[النحل:98] هذا مقدم ومؤخر، وذلك أن الاستعاذة قبل القراءة) وقال الجمهور: هو على الأصل، ولكن فيه إضمار، أي: فإذا أردت القراءة؛ لأن الفعل يوجد عند القصد والإرادة من غير فاصل فكان منه تسبُّب قوي وملابسة ظاهرة، ومنهم من أجرى الآية على ظاهرها فاستعاذ بعد القراءة كأبي هريرة، وعليه من الأئمة مالك، ومن القراء حمزة.
          (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {حَفَدَةً} مِنْ وَلَدِ الرَّجُل) قال ابنُ قُتَيْبَةَ: الحفدة الخدام والأعوان، أي: يقول: هم بنون وخدم، ويقال: الحفدة: الأصهار، وأصل الحفد: مداركة الخطو والإسراع في المشي، وإنَّما يفعل هذا الخدم، فقيل لهم: حفدة، وواحدهم حافد، ككافر وكفرة.
          (قَول ابْن عَبَّاسٍ: السَّكَرُ مَا حُرِّمَ مِنْ ثَمَرَتِهَا) وفي نسخة: «شربها».
          (وَالرِّزْقُ الْحَسَنُ: مَا أَحَلَّ اللهُ) قال النَّحْاسً: هذه الرواية معناها الإخبار بأنهم يفعلون ذلك لا أنَّه أذن لهم فيه، قال: وهي رواية ضعيفة لأن راويها عَمْرَو بنَ سُفيانَ.
          وقال ابن قُتَيْبَةَ: سكرًا أي خمرًا، ونزل هذا قبل تحريم الخمر، يعني لأن النحل مكية، وتحريم الخمر كان بالمدينة.
          قال: وقال أبو عُبَيْدَةَ: السكر: الطعم، يقال: هذا له سكر، أي: طعم، وأنكر عليه ابن قُتَيْبَةَ.
          (وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ صَدَقَةَ: أَنْكَاثًا هِيَ خَرْقَاءُ، كَانَتْ إِذَا أَبْرَمَتْ غَزْلَهَا نَقَضَتْهُ) هي رِيْطَةٌ بنتُ سَعدٍ كانت تغزل بمغزل كبير فإذا أبرمته وأتمته أمرت جارية فنقضته، / والأنكاث: ما نقض ليغزل ثانيًا.