تعليقة على صحيح البخاري

باب ما لقى النبي وأصحابه من المشركين بمكة

          ░29▒ (بَابُ مَا لَقِيَ النَّبِيُّ صلعم وَأَصْحَابُهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ).
          حديث خباب: (أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلعم...)؛ الحديث، وهؤلاء الذين امتشطوا بأمشاط الحديد يجوز أن يكونوا أنبياء أو أتباعهم، وكان في الصَّحابة من لو فعل به ذلك؛ يصبر، قال الصِّدِّيق حين تُوفِّي رسول الله صلعم: لو لم أجد إلَّا نفسي؛ لقاتلتهم؛ يعني: أهل الرِّدَّة، ومن يعرض لمثل هذا؛ لا يفقد من هو أعظم منه، وقال الفاروق في شيء: والله لَأَن تضرب عنقي إلَّا أن تتغيَّر لي نفسي عند الموت أحبُّ إليَّ من كذا، واحتسب عثمان نفسه، وكان عليٌّ ☺ يقاتل أوَّل النَّهار، ثمَّ يخرج آخره في إزار ورداء، فيقال له: أنت تقاتل وتفعل هذا؟! فيقول: والله ما أبالي(1) سقطت على الموت أو سقط عليَّ؛ يعني: إذا كان في الله، وأعتق الصِّدِّيق سبعة عُذِّبوا في الله، وقيل لابن عمر: أيُّ بني الزبير أشجع؟ فقال: كلُّهم شجاع مشى للموت وهو يراه، وكان عبد الله يصلِّي(2) بجانب البيت وحجارة المنجنيق تمرُّ عن يمينه وعن شماله ولا يتحرَّك، وما زال خلق من الصحابة فمَن بعدهم يؤذون في الله، ولو أخذوا بالرخصة؛ لساغ لهم الموت.


[1] في النسختين: (آب أني).
[2] في النسختين: (بصلح).