تعليقة على صحيح البخاري

باب قول النبي: لولا الهجرة لكنت من الأنصار

          ░2▒ (بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: لَوْلَا الْهِجْرَةُ؛ لَكُنْتُ امرأً(1) مِنَ الأَنْصَارِ).
          أي: ليس أحد أفضل منهم إلَّا المهاجرون الأوَّلون الذين صلُّوا القبلتين، وأراد بذلك: تألُّف الأنصار واستطابة أنفسهم حين رضي أن يكون واحدًا منهم، لولا ما يمنعه من الهجرة التي لا يجوز تبديلها، ولكن كانت المدينة دارهم وموطن هجرتهم، وقد يحتمل أن يكون أراد بهذا القول: لولا أنَّ هذه النِّسبة في الهجرة هجرة دينيَّة؛ لا يسعني تركها؛ لنقلته(2) عن هذا الاسم، وانتسبت إلى داركم، فإنَّ نزيل بلد قد ينسبه إليه إذا طال مقامه فيه.
          و(الشِّعْبُ): الطَّريق بين الشَّجر، وقيل: هو الفتح في الجبل.


[1] كذا في النسختين كذا في رواية أبي ذرٍّ الهروي وفي «اليونينيَّة».
[2] في النسختين: (لا نقلته).