الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}

          ░23▒ قوله: (الظِّهَارِ) وهو تشبيه المكلف الزوجة الغير البائنة وجزءها بمحرم، أنثى : لم تكن حِلّاً عليه قطُّ. و(الحَسَنُ بْنُ الحُرِّ) بضم المهملة وشدَّة الراء، النخعي الكوفي ثم الدمشقي، مات سنة ثلاث ومئة، وفي بعضها: <الحسن بن حيٍّ> ضد الميت، الهمداني الفقيه، مات سنة تسع وستين ومئة. و(مِنَ النِّسَاءِ) أي: من الزوجات الحرائر.
          قوله: (وَفِي العَرَبِيَّةِ) أي: تستعمل في كلام العرب عادَ لَهُ بمعنى عاد فيه، أي: نقضه وأبطله.
          والزمخشري : {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} [المجادلة:3] أي: ثمَّ يتداركون (مَا قَالُوا) لأنَّ المتدارِك للأمر عائد إليه، أي: تداركه بالإصلاح بأنْ يكفِّر عنه، قال البخاري: والحمل على النقض أولى مما قالوا: إنَّ معنى العَود هو تكرار لفظ الظهار، وغرضه الردَّ على داود الأصفهاني الظاهري حيث قال: إنَّ العَود هو تكرير كلمة الظِّهار، وذلك لأنه لو كان معناه كما زعم لكان الله دالّاً على المنكر وقول الزور تعالى الله عن ذلك.
          اعلم أن العَود عند الشافعي: الإمساكُ بعده لحظة، وعند الحنفي: إرادة الجماع، وعند المالكي: الجماع نفسه، وعند الظاهرية: إعادة لفظ الظهار.