الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون

          ░11▒ قوله: (الإِغْلاَقِ) أي: الإكراه لأنَّ المكروه مُغلَق عليه في أمره، وقال بعضهم: كأنه يغلق عليه الباب ويضيق عليه حتى يطلِّق. (وَالسَّكْرَانِ) عطف على (الطَّلاَقِ) لا على الإغلاق. و(المُوَسْوَسِ) بفتح الواو وكسرها من وَسوَسَ إليه نفسُه، والوسوسة: حديث النفس. و(أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ) أي: بالزنا، وهو الرجل الأسلمي. و(شَارِفَيَّ) بلفظ التثنية، والشَّارف بكسر الراء: المسِنَّة في النوق. و(ثَمِلَ) بالكسر: إذا أخذ فيه الشراب، مرَّ الحديث في كتاب الشرب في باب بيع الحطب والكلأ. (لَيْسَ بِجَائِزٍ) أي: بواقع إذ لا عقل للأول ولا اختيار للثاني، وقال الشافعي : يقع (طَلاَقُ السَّكْرَانِ) تغليظاً عليه، وذلك إذا كان متعدياً بالشرب.
          قوله: (عُقْبَةُ) بسكون القاف، (ابْنُ عَامِرٍ) الجهني الصحابي الشريف المقرئ الفرضي الفصيح، وهو كان البريد إلى عمر بن الخطاب ☺ بفتح دمشق، ووصل المدينة في سبعة أيام ورجع إلى الشام في يومين ونصف بدعائه عند قبر رسول الله صلعم بذلك.
          قوله: (شَرْطُهُ) أي: فله أن يشترط ويعلق طلاقها على شرط يعني لا يلزم أن يكون الشرط مقدماً على الطلاق، بل يصح أن يُقال: أنت طالق إن دخلت الدار كما في العكس.
          قوله: (أَلبَتَّةَ) نصب على المصدر، قال النُّحاة: قطع همزة (ألبتة) بمعزل عن القياس، (قَالَ نَافِعٌ) لابن عمر: ما حكم (رَجُلٌ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ) طلاقاً بائناً (إِنْ خَرَجَتْ من البيت؟ فقال ابن عمر إن خرجت) وقع طلاقه. و(بُتَّتْ) أي: انقطعت عن الزوج بحيث لا رجعة له فيها، وفي بعضها: <بانت>. (وَإِنْ لَمْ تَخْرُجْ) أي: إن حصل الشرط فلا شيء عليه.
          قوله : (جَعَلَ ذَلِكَ فِي دِينِهِ) أي: يدين بينه وبين الله ويفوض إليه. و(إِبْرَاهِيْمُ) أي: النخعي. و(نِيَّتُهُ) يعني هو كناية يعتبر قصده إن كان قد نوى الطلاق وقع، وإلا فلا. و(يَغْشَاهَا) أي: يجامعها في كل طهر مرة لا مرتين؛ لاحتمال أنه بالجماع الأول صارت حاملاً فطلقت به. و(اسْتَبَانَ) أي: ظهر واتضح.
          قوله: (الطَّلاَقُ عَنْ وَطَء) أي: ينبغي أن الرجل لا يطلق امرأته إلا عند الحاجة إليه من النشوز ونحوه بخلاف (العِتَاقُ) فإنه لله وهو مطلوب دائماً.
          قوله : (يُدْرِكَ) أي: يبلغ. و(جَائِزٌ) أي: واقع. و(المَعْتُوهِ) هو الناقص العقل، وهذا يشمل الطفل والمجنون والسكران.