مصابيح الجامع الصحيح

حديث: لا إله إلا الله ماذا أنزل الليلة من الفتنة

          5844- (ماذا): استفهام متضمن لمعنى التعجب والتعظيم؛ أي: رأى في المنام أنه سيقع بعده الفتن ويفتح لهم الخزائن أو عبر عن الرحمة بالخزائن لقوله: {خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ} [ص:9]، وعن العذاب بالفتن؛ لأنها أسباب مؤدية إليه.
          (صواحب الحجر): باعتبار الجنس.
          قوله: (عارية): بالجر أي كم كاسية عارية عرفتها، وبالرفع؛ أي: لابسات رقيق الثياب التي لا تمنع من إدراك لون البشرة معاقبات في الآخرة بفضيحة التعري أو لابسات للثياب النفيسة عاريات من الحسنات في الآخرة، فهو حض على ترك السرف بأن يأخذن أقل الكفاية ويتصدقن بما سوى ذلك.
          قوله (أزرار): إن قلت: ما غرض الزهري من نقل هذه الحالة؟
          قلت: لعله أراد بيان ضبطه وتثبته أو أنها كانت مبالغة في ستر جسمها حتى ستر ما جرت العادة بظهوره من اليد ونحوها.
          قال «شارح التراجم» : وجه ذكر هذا الحديث في الباب أنه ◙ لم يكن يلبس الثوب الرفيع الشفاف؛ لأنه إذا حذر نساءه منه فهو أحق بصفة الكمال منهن، وهذا دليل أن البخاري فهم من الكاسيات اللابسات الشفاف الذي يصف البدن وكذلك هند لأنها اتخذت الأزرار خشية ظهور طرف منها.